رسالة عاجلة لنوابنا فى مجلس الشعب: «عاوزين نعيش» - منى مينا - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 12:57 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رسالة عاجلة لنوابنا فى مجلس الشعب: «عاوزين نعيش»

نشر فى : السبت 18 فبراير 2012 - 2:10 م | آخر تحديث : السبت 18 فبراير 2012 - 2:10 م

انطلقت مع الشرارة الأولى للثورة مجموعة من الهتافات التى عبرت بصدق عن مطالب الثورة، تلك المطالب التى توافق عليها الشعب المصرى بشكل تلقائى، أولها «الشعب يريد إسقاط النظام» والثانى «عيش، حرية، عدالة اجتماعية» أو «تغيير، حرية، كرامة إنسانية».. انطلقت هذه الشعارات لتوضح اليقين الذى توصلنا له معا مع انطلاق الثورة أن سقوط هذا النظام الفاسد هو الطريق الوحيد لحصولنا على مطالبنا العادلة فى أبسط حقوق الحياة الإنسانية الكريمة.. الحرية.. والعدالة الاجتماعية.. والكرامة الإنسانية..

 

هكذا كانت الأمور فى بداية الثورة، واضحة وبسيطة، قبل أن تهجم علينا التعقيدات السياسية، والمتاهات الدستورية، لنتوه فى الاستفتاء بين نعم ولا، ونختار بين الدستور أولا أم الانتخابات أولا، وننسى مطالب الثورة البسيطة والواضحة، وننسى المواطن البسيط الذى مل من كل هذه المتاهات، وأصبح يردد «كفاية بقى.. عاوزين نعيش».

 

ولأن خروج نحو 30 مليون مواطن للإدلاء بأصواتهم فى انتخابات مجلس الشعب يعتبر من أهم الخطوات التى قام بها الشعب المصرى بعد الثورة، لذلك فسأسمح لنفسى أن أوجه لنواب مجلس الشعب نفس الجملة التى سمعتها كثيرا من أهلنا البسطاء «عاوزين نعيش».. باختصار «عاوزين» أجور عادلة.. «عاوزين» حد أدنى للأجر.. وحد أقصى للدخل.. «عاوزين» الميزانية الجديدة التى سيضعها مجلس الشعب هذه الأيام تكون ميزانية مختلفة اختلافا جذريا عن ميزانية د. سمير رضوان الحالية التى كانت للأسف نسخة طبق الأصل من ميزانية د. يوسف بطرس غالى.. «عاوزين» نصيب عادل للصحة والتعليم فى الميزانية المقبلة.. «عاوزين» سياسة ضريبية جديدة تفرض ضرائب تصاعدية على الدخول العالية، حتى نتمكن من تمويل خطط تنمية توظف الشباب المصرى وتساعد فى حل مشاكل البطالة، التى تهدر أحلى سنوات عمر شبابنا.. «عاوزين» ميزانية توقف نزيف ثروات البلد فى الإعفاءات الضريبية ودعم الطاقة لكبار المستثمرين الذين يبيعون منتجاتهم فى السوق المصرية بأعلى من السعر العالمى.. «عاوزين» نوقف كل الأسباب غير المبررة لنزف ثروة الشعب المصرى بينما نحن نتسول المعونات الاقتصادية العربية تارة والأوروبية والأمريكية تارة!

 

نوابنا الموقرون أعضاء مجلس الشعب.. تحقق هذه المطالب البسيطة هى فى رأيى النجاح الحقيقى للثورة.. أما الوضع الحالى الذى فيه الميزانية بعد الثورة توضع «صورة طبق الأصل» من الميزانية قبل الثورة.. وثروة مصر تضيع بين السلب والنهب والإهدار بعد الثورة مثل قبل الثورة.. والفساد والتعسف فى الإدارات الحكومية بعد الثورة مثل قبل الثورة.. والقمع والإرهاب ودعاوى التخوين للمعارضين بعد الثورة مثل قبل الثورة.. فى هذا الوضع الحالى نحن نعتبر أن الثورة لم تنجح بعد.. وأن نظام الحكم الظالم والفاسد والمستبد لم يسقط بعد.. استطعنا تغيير رأس النظام نعم ولكننا لم نسقطه.. ولم نقيم نظام الحرية والعدالة الاجتماعية.. لذلك فنحن مطالبون ــ مثلما أنتم مطالبون بحكم انتخابكم ــ أن نحمل على أكتافنا عبء «استمرار الثورة» حتى نحقق أهدافها..

 

لذلك ستستمر الثورة فى كل ميادين وشوارع مصر.. ستستمر الثورة بكل الوسائل السلمية المعروفة.. وبكل الوسائل التى يتوصل لها تفكير شبابنا المبدع.. ستستمر الثورة حتى يسقط النظام الظالم ويتحقق حلم الشهيد الذى مات وهو يهتف عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. ستستمر الثورة لأننا جميعا «عاوزين نعيش».

التعليقات