البلطجية - منى مينا - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 4:36 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

البلطجية

نشر فى : السبت 5 مايو 2012 - 8:10 ص | آخر تحديث : السبت 5 مايو 2012 - 8:10 ص

كلمة «بلطجية» هى التهمة الجاهزة لكل الثوار، خصوصا إذا كان هؤلاء الثوار من فقراء الشعب المصرى، ذوى المظهر البسيط، واللغة الخشنة، هؤلاء المتصدرين دوما لخطوط المواجهات منذ الأيام الأولى للثورة، هؤلاء الحالمين بالإنعتاق من ظروف حياة لا تطاق، هؤلاء اللذين فاضت أرواح الكثيرين منهم بين أيادينا فى المستشفيات الميدانية، هؤلاء اللذين كانوا يطلبون من الشباب الذى يوسمون فيهم إمتلاك العلم والمعرفة، يطلبون منهم عندما يرونهم بجوارهم أمام الرصاص فى الصفوف الأولى أن يحافظوا على حياتهم « إرجعوا ورا إنتم.. أمال مين أللى ها يبنى مصر؟».

 

أما فى الأحداث الأخيرة بالعباسية، فقد أصبح هناك خلطا متعمدا للأوراق، أهل العباسية يتهمون المعتصمين بأنهم «بلطجية»، بينما يتهم المعتصمون أهل الحى بأنهم بلطيجية، تسقط الضحايا من الجانبين، وتصدر تصريحات رسمية بأن المسئولين عن الهجوم على الإعتصام هم البلطجية؟!

 

ولكن «البلطجية» لا يعملون بالسياسة، تعريف البلطجى فى رأى إنه «من يتقاضى أجرا لإيذاء الغير سواء باستخدام سلاح أو بدون سلاح»، يؤجر البلطجية عند اللزوم ومنذ سنوات، للقيام بدور ما فى الهجوم على هذا الإعتصام أو هذه المظاهرة ،عندما لا تفضل الجهات الأمنية بسبب أوأخر القيام بالهجوم بنفسها وبشكل مباشر، لذلك يجب أن يكون واضحاعندما نتحدث عن هجوم للبلطجية على إعتصام العباسية، أننا يجب أن نبحث عن الجهة التى تستطيع جمع هؤلاء البلطجية، وتسليحهم، وإعطاهم أجرا للقيام بالدور المطلوب منهم.

 

ترك هؤلاء البلطجية للهجوم على الإعتصام لأيام وأيام، تحت سمع وبصر كل الأجهزة الأمنية والمسئولين، سقط أول شهيد يوم الأحد، ولم يتحرك أحد، ثم جاء الأربعاء الدامى، ليتم دعم البلطجية بقناصة إستطاعوا فى ساعات معدودة أن يصيبوا عددا كبيرا من العيون، وان يقتلوا عددا أخر بإصابات مباشرة فى الرأس والصدر، إستمرت المذبحة لحوالى عشر ساعات، وسط حصار المعتصمين، ومنع سيارات الإسعاف من الدخول للمصابين، ومع الهجوم والحصار للمستشفيات القريبة، وخطف المصابين منها إذا إستطاعوا الوصول لها.. كل هذا والمسئولون «يتفرجون» على الأحداث، ثم تكلف النيابة العامة الداخلية بعمل التحريات اللازمة لتحديد المسئولين عن سقوط المصابين والضحايا! السؤال هناهو «من المسئول الذى تحاول النيابة العامة أن تصل له؟».. هل هو البلطجى المأجور الذى تم إستخدامه للهجوم على المعتصمين؟ أم هو المسئول الذى جمع البلطجية وأمدهم بالمال والطعام والسلاح، وغض الطرف عن عربدتهم فى كل المنطقة لأيام وأيام؟

 

السؤال أيضا.. هل يهاجم هؤلاء البلطجية المأجورون من طرف واحد (من خارج الاعتصام)، أم أن هناك البعض منهم تم زرعه داخل الإعتصام، لجر المعتصمين للاحتكاك بأهل العباسية؟ حتى تكتمل فصول المأساة بتحويل الصراع، لأن يصبح «المعتصمون ضد أهل العباسية» أو «أهالى ضد أهالى»، بدلا من أن يظل فى صورته الواضحة «الثوار ضد المجلس العسكرى المسئول عن كل الدم المراق، منذ 2 فبراير عندما فتحت الدبابات الطريق أمام البلطجية فى معركة الجمل.. وحتى مذبحة العباسية.. مرورا بمذابح ماسبيرو.. ومحمد محمود ومجلس الوزراء ووزارة الداخلية.

 

ختاما.. هل عرفنا من هم البلطجية؟

التعليقات