بينما الجيش فقد زخمه.. هل خسرت إسرائيل قدرتها على الردع؟ - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 9:33 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بينما الجيش فقد زخمه.. هل خسرت إسرائيل قدرتها على الردع؟

نشر فى : الخميس 11 أبريل 2024 - 7:00 م | آخر تحديث : الخميس 11 أبريل 2024 - 7:00 م

 إذا قال الناطق بلسان مجلس الأمن القومى الأمريكى، جون كيربى: إن إسرائيل فعلت ما كان منتظرًا منها، وهى تسير نحو وقف إطلاق النار فى غزة، فإنه يعبّر بصدق عن التفسير الأمريكى لخروج الفرقة الأخيرة من الجيش الإسرائيلى من القطاع.

ومن الممكن أن الولايات المتحدة تشعر بالرضا عن الخطوة الإسرائيلية، وربما ستبدأ فى اعتقاد أن الضغط على إسرائيل بدأ يعطى ثماره.

ومن جهة أُخرى، فى لبنان، وخصوصًا فى أواسط حزب الله، فَهُم شبه واثقين من أنها مناورة تضليلية، وأن الإبقاء فى غزة على قوات رمزية فقط يهدف إلى نشْر الجيش بقوات كبيرة فى الشمال استعدادًا لهجوم واسع النطاق فى جنوب لبنان، وذلك من أجل إعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم ومستوطناتهم.

بينما يفسر الإيرانيون الخطوة الإسرائيلية بأنها تهدف إلى تركيز الجهد الأساسى فى الحرب ضد إيران فى حال حدوث عملية إيرانية مؤلمة ضد إسرائيل، بحيث تضطر هذه الأخيرة إلى التفكير فى عملية أُخرى من أجل المحافظة على قدرتها على الردع.

أمّا فى «حماس»، فيمكن أن يفسروا إخراج الجزء الأكبر من قوات الجيش من القطاع بأنه يعود إلى الموقف الصامد لزعماء الحركة، ورفْضِهِم الموافقة على صفقة التبادل، كما تريد إسرائيل منذ وقت طويل، وهو يعبّر عن عدم قدرة إسرائيل على تحقيق أهداف الحرب.

ووحدها إسرائيل هى التى تعرف أن المقصود هنا هو عملية تكتيكية، الغرض فى جزء منها إراحة القوات، وفى الجزء الآخر الاستعداد من جديد لشن عملية واسعة النطاق فى رفح.

ويجب أن نعترف بأن الخطوة التى اتخذها الجيش بإيعاز من المستوى السياسى تبدو محيرة بعض الشىء، وهى تُضاف إلى عدد من الخطوات المحيرة الأُخرى التى اتُخذت مؤخرًا.

وقد كان من المفترض أن تشير خطوة كهذه إلى هدنة ممكنة، سواء أكانت قصيرة أم طويلة، تترافق مع تبادُل أسرى فلسطينيين فى مقابل مخطوفين إسرائيليين كما اقترح الأمريكيون والمصريون والقطريون.

لكن الجيش الإسرائيلى قرر الانسحاب من القطاع قبل إنهاء عملياته، وبينما أغلبية المخطوفين موجودة فى أنفاق «حماس»، ولا نعرف متى سيُطلق سراحهم. فى جميع الأحوال، فإن الجيش فَقَدَ زخمه، ويبدو أنه تخلى عن عملية واسعة النطاق لإنهاء الحرب بطلب من الولايات المتحدة، وإلاّ، فلماذا قطع الاتصال بخان يونس ورفح فى هذه المرحلة، وتخلى عن 4 ــ 6 كتائب من «حماس» (4 فى رفح و2 فى مخيمات اللجوء) لا تزال قائمة وفاعلة؟ وهو الأمر الذى يمكن أن يشكّل نواة تضمن ترميم قدرة الحركة فى المستقبل.

فأين المنطق فى هذا؟ إذا كانت التقارير التى تحدثت عن انتشار قريب لقوة شرطة عربية دولية فى القطاع صحيحة، فإن الخروج المتسرع للجيش يطرح أسئلة كبيرة جدًا؛ فعلى سبيل المثال، كيف سيتمكن الجيش الإسرائيلى من تدفيع «رأس الأفعى» «حماس» الثمن.

يختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن الوضع الحالى فى العالم العربى يفسَر بأن إسرائيل خسرت ردعها، والانسحاب المتسرع من غزة هو استمرار مباشر فى رأيهم «للإخفاقات العسكرية لإسرائيل فى القطاع»، نعم، لقد دمرت إسرائيل غزة، ومن المتوقع أن تفعل ذلك مع أى دولة أُخرى فى حال دخلت فى مواجهة معها، لكن إذا لم تحدث صفقة تبادُل، فإنه يتعين على الجيش الإسرائيلى أن يتحرك بسرعة فى رفح، وأن يقضى على ما تبقّى من قوات لـ«حماس»، وحين يحدث ذلك، يحين وقت الانسحاب الواسع النطاق.

موشيه إلعاد

كاتب إسرائيلى

معاريف

مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات