السجن سنتين - منى مينا - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 4:39 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السجن سنتين

نشر فى : السبت 7 أبريل 2012 - 9:30 ص | آخر تحديث : السبت 7 أبريل 2012 - 9:30 ص

 بعد سلسلة البراءات التى نالها ضباط وأمناء الشرطة قتلة الثوار فى السيدة زينب، والزاوية الحمراء وعين شمس والمطرية.. جاء الحكم بالسجن سنتين لكل من: ــ مصطفى شوقى، ومصطفى محيى، ومحمد عاطف، ومحمد ناجى، وناجى الصاوى، وأحمد رفعت، وضياء الدين أحمد، وعمرو أحمد حسن.. من قبيل التغيير بعد أن مللنا تكرار الأحكام بالبراءة لعدم كفاية الأدلة.

 

● المشكلة فقط أن هؤلاء الشباب ليسوا من قوات الأمن التى أطلقت الرصاص الحى على المتظاهرين السلميين، وليسوا من المسئولين الذين نهبوا البلد وأفسدوا فيها واستخدموا كل أساليب السرقة المباشرة وغير المباشرة ليكونوا ثروات خرافية من دم الشعب المصرى.. ولكنهم من الشباب الذين شاركوا وتضامنوا مع مظاهرات المسيحيين بشارع شبرا التى انطلقت احتجاجا على مذبحة كنيسة القديسين! هل تذكرون تفجيرات كنيسة القديسين أثناء خروج المصلين بعد الصلاة ليلة رأس السنة 31/12/2010؟؟ هل تذكرون حملة التباكى الرهيبة التى انخرط فيها الإعلام الرسمى وكل المسئولين المتباكين على وحدة الوطن التى يريد «الأشرار» أن يمزقوها؟؟ هل تذكرون الوثائق التى سقطت فى أيدى الثوار، ونشروها بعد سقوط مقر أمن الدولة، لتكشف لنا من هم هؤلاء «الأشرار»، ولتكشف لنا أن أمن الدولة هو المدبر والمنفذ لهذه المذبحة القذرة.. هل تذكرون سيد بلال الذى قتله أمن الدولة أثناء التعذيب لإجباره على الاعتراف بتدبير هذه المذبحة، التى دبروها هم بأنفسهم.. إذا كنتم تذكرون كل هذا فأحب أن أضيف لمعلوماتكم أن مسئولى أمن الدولة بالإسكندرية الذين دبروا المذبحة وقتلوا العشرات من المصلين، ثم قتلوا بعد ذلك سيد بلال أثناء محاولتهم لتقديمه ككبش فداء.. كل هؤلاء لم يقدموا للمحاكمة، ولم يحكم عليهم بيوم واحد سجن، أما من حوكم وحكم عليه بالسجن فهم ثمانية من شباب مصر قرروا أن ينزلوا للتضامن مع المظاهرات الحزينة والغاضبة للمسيحيين بشارع شبرا !!

 

● قدم هؤلاء الشباب للمحاكمة لأنهم ساهموا بتضامنهم مع المسيحيين الغاضبين، فى إطفاء نار كان يراد لها أن تشتعل لتحرق هذا الوطن، ولتجهض ثورة كانت بوادرها تتجمع وتنمو يوما بعد يوم، قدم هؤلاء الشباب للمحاكمة لأنهم من شباب الثورة الذين ساهموا فى مظاهرات كفاية، و6 إبريل 2008، وفى جمع التوكيلات للجمعية الوطنية للغيير، وفى مظاهرات الاحتجاج على مقتل خالد سعيد، وأخيرا فى التخطيط والمشاركة فى ثورة 25 يناير 2011.. قدم هؤلاء الشباب للمحاكمة وحكم عليهم بالسجن سنتين ــ بينما قتلة الثوار طلقاء أمنين ــ لأن هؤلاء الشباب جزء من شباب الثورة.. وجريمتهم الحقيقية هى المساهمة فى ثورة الشعب المصرى على الظلم سواء قبل أو بعد 25 يناير 2011.

 

● صدر هذا الحكم دون أن يثير الاهتمام ولا الصدى المفترض مع دلالاته الخطيرة.. غالبا لأن أغلب النشطاء السياسيين مشغولون بمشكلة اللجنة التأسيسية للدستور، ومرشحى الرئاسة.. ولكن هل نتوقع من سلطة بدأت فى سجن الثوار بعد أن تكرر تبرئة قتلة الثوار.. هل نتوقع من سلطة أصبحت تقف فى وجه الثورة والثوار بهذه الطريقة الواضحة.. أن تسمح بصياغة دستور يقر ويحمى فعلا مطالب ثورة الشعب المصرى «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية»؟؟

 

● لذلك أعتقد أننا يجب أن نستقبل رسالة الحكم بالسجن على شباب الثورة بالانتباه الذى يستحقه، وإلا ستتوالى أشكال التنكيل بالثوار بصورة أو أخرى، يجب أن نركز جهودنا حول الضغط من أجل إقرار محاكمات سياسية وثورية عاجلة لقتلة الشهداء، بدءا من شهداء كنيسة القديسين وسيد بلال وخالد سعيد، وشهداء السويس وشهداء جمعة الغضب، وشهداء ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء، وشهداء الألتراس فى بورسعيد، من حقنا أن نطلب من مجلس الشعب قانونا يتيح لنا هذه المحاكمات، هذا حقنا على أعضائه اللذين جلسوا على كراسيهم بدماء شهداء الثورة، ومن حقنا أن نضغط عليهم بكل الوسائل ليساعدوا الشعب المصرى فى التخلص من هؤلاء الطغاة اللذين مازلوا يقبضون على السلطة، ويستخدمون سلطاتهم فى سعى يومى منظم لإضعاف الثورة وإجهاضها، أما إذا لم نجد الاستجابة المرجوة من مجلس الشعب.. أو لم نستطع فى حدود توازن القوى الراهن أن نلزمه بهذا المطلب الحيوى، فيقينا أمامنا معارك وحلقات أخرى من الثورة، وثمن غالى سندفعه حتما، قبل أن نأمل فى دستور يحمى بحق حقوق المصريين أو رئيس يعبر بحق عن آمالهم.

التعليقات