تهديد الهجمات الإلكترونية على غرفة الأخبار - قضايا إعلامية - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 1:09 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تهديد الهجمات الإلكترونية على غرفة الأخبار

نشر فى : السبت 7 فبراير 2015 - 8:15 ص | آخر تحديث : السبت 7 فبراير 2015 - 8:15 ص

نشرت صحيفة كولومبيا جورناليزم ريفيو مقالا للصحفى ديفيد أوبرتى يثير فيه قضية «الإرهاب الإلكترونى» التى تمارسه بعض الجماعات ضد المواقع والقنوات الإعلامية، مستعينا بحادثة لقناة ماريلاند CBS. حيث لاحظ صحفيو القناة التابعة لشركة WBOC أن كلمة المرور الخاصة بهم على موقع التواصل الاجتماعى تويتر قد تغيرت. وظلوا يتابعون، فى عجز، بينما تتوالى سلسلة من تويتات المتشددين على 18 ألف متابع للمحطة. وبعد نصف الساعة، بدأت تظهر الصور معلنة دعم الدولة الإسلامية فى العراق وسوريا، على موقعهم على الإنترنت.

ويشير الصحفى إلى إحدى التويتات التى بثها المهاجم الرقمى، الذى أطلق على نفسه «خليفة السايبر»، وجاء نصها كما يلى «أيها الكفار، سوف يجلب لكم العام الجديد المعاناة». واستتبع ذلك اتصال من شركة WBOC بشركة تويتر والسلطات المحلية، وبالتوازى نشر الفاعل المجهول معلومات، زعم أنها سرقت من مكتب التحقيقات الفيدرالى. وعلى الرغم من عدم المساس بالخوادم الداخلية للشركة فى الهجوم، استغرقت معركة استعادة السيطرة على موقعها على الانترنت ساعات. واستمر حساب القناة على تويتر فى عرض الصور المنشورة باسم خليفة السايبر، حتى ظهر اليوم التالى.

وعلى الجانب الآخر صرح كريج جايلكا مدير عام المحطة فى حديث لمحطة إذاعة ماريلاند: «نحن واثقون تماما من أنهم تسللوا عبر اسم المستخدم وكلمة السر لأحد أعضائنا فى قسم الأخبار»، وأضاف «لسنا متأكدين كيف حصلوا عليه، ولكن عندما وصلوا، تمكنوا بطريقة أو بأخرى من معرفة اسم المستخدم وكلمة المرور لاثنين من الموظفين الآخرين».

ويوضح أوبرتى أنه لم تكن WBOC وحدها التى وضعت ضحية لهجوم إلكترونى فى ذلك اليوم. فقد سيطر على حسابيّ مجلة ألبوكيرك على الفيسبوك وتويتر حسابات أيضا لـ«خليفة السايبر». وقالت الشركة فى بيان إنه لم يحدث اختراق للخوادم الداخلية فى الصحيفة، التى واجهت هجوما مماثلا فى ديسمبر. ولكن الجناة نشروا الدعاية الاسلامية، جنبا إلى جنب مع معلومات زعموا أنها مستمدة من وثائق سرية، قبل أن تستعيد الصحيفة السيطرة على صفحاتها.

ومن الناحية الأمنية قال ممثل مكتب التحقيقات الفيدرالية «نحن على علم بهذه التقارير ونبحث الأمر»، ورفض ممثلو تويتر والفيسبوك التعليق. ولم يسلط أحد الضوء على السبب فى استهداف هذه المؤسسات الإخبارية المحلية.

•••

أصبحت الهجمات الإلكترونية أحدث دليل على التهديد المتزايد للأمن الرقمى لوكالات الأنباء، وهو التهديد الذى بدأ العديد من وسائل الإعلام مؤخرا يأخذه على محمل الجد. فوفقا لما قاله أوبرتى، غالبا ما تفتقر غرف الأخبار التى تعانى ضائقة مالية إلى الموارد اللازمة لتطبيق التدابير الأمنية وتنفيذ برامج تدريب الموظفين. وفى الوقت نفسه، قد يعتبر الصحفيون الأفراد، أن حماية المعلومات الرقمية، تمثل عوائق كبيرة أمام دخولهم إلى المواقع. ولكن الجدل حول مثل هذه المبادرات، ثار فى أعقاب الكشف عن برامج المراقبة الحكومية فى السنوات الأخيرة، فيما يرجع بشكل كبير الى الاتصالات الآمنة بين الصحفيين وإدوارد سنودن، المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومى.

ويشير الصحفى إلى ما قاله جن هنركيسن، التقنى فى لجنة المراسلين من أجل حرية الصحافة «إن بعض المنظمات، وخاصة التى تعمل على وثائق سنودن، تجمع الموارد للحفاظ على تلك الوثائق آمنة»، وأضاف «لكن بشكل عام، مازالت المؤسسات الإخبارية منتبهة لذلك. وربما تشعر بالحيرة بشأن تحديد من أين تبدأ».

ويرصد أوبرتى مسارعة وسائل إعلام محلية ودولية إلى استخدام أنظمة دفاع معقدة، لأنها لا تملك أموالا ضخمة فقط، ولكن لديها أيضا أهدافا كبيرة. مشيرا إلى ما قام به الجيش السورى الإلكترونى المؤيد لبشار الأسد بمهاجمة موقع نيويورك تايمز على الانترنت فى عام 2013، وهو نفس العام الذى استولى فيه لفترة وجيزة على حساب اسوشيتد برس على تويتر، بالإضافة إلى ما سببته تغريدة نشرتها مجموعة قرصنة غير الحكومية - تحذر المتابعين من انفجار مزعوم فى البيت الأبيض - فى هبوط مؤشر داو جونز الصناعى حوالى 150 نقطة فى دقيقتين. والأكثر من ذلك، حيث كشف بحث أجراه خبراء أمن جوجل العام الماضى أن 21 من بين اكثر 25 وسيلة إعلام شعبية فى العالم، كانت مستهدفة من قبل محاولات قرصنة ترعاها دولة.

وعلى لسان أحد المشاركين فى البحث مورجان ماركيز- بوار، فى نوفمبر 2014، والذى يرأس الآن الأمن الرقمى فى فيرست لوك ميديا، بيّن «لم يكن مستغربا أن أهم وسائل الإعلام التى لم تكن مستهدفة، كان تركيزها الأساسى على الرياضة والترفيه». وقال «علينا ألا نفكر بمنطق أن هذه الأحداث منعزلة».

ويقول كيفن جالاجر، مسئول النظم فى مؤسسة حرية الصحافة، إن العديد من الهجمات الإلكترونية تأتى غالبا فى أشكال متدنية. وفى مقدمتها التصيد، وهو تكتيك يخدع فيه المهاجمون المستخدمين بالكشف عن معلومات حساسة، عادة مع وصلة لبريد إلكترونى تبدو طبيعية.

وقال جالاجر الذى تعمل مؤسسته فى مجال تثقيف الصحفيين حول الأمن «من السهل جدا القيام بذلك، على الرغم من أن نسبة معينة منهم فقط هى التى تنجح»، مضيفا «لذلك فهو ينتشر على نطاق واسع. ففى كثير من الأحيان، تصنع هذه الأمور بشكل جيد ومقنع لتبدو وكأنها شىء آخر، فينخدع الناس».

ويبدو أن عمليات الاستيلاء على حسابيّ وسائط الاعلام الاجتماعية فى ألبوكيرك جورنال جاءت إثر مثل هذا الهجوم، وفقا لما أشار إليه أوبرتى، يرى مونتى ميديت، مدير تكنولوجيا المعلومات فى شركة ألبوكيرك للنشر، التى تطبع الصحيفة. بأنه لم يتم أى تسلل إلا عبر هوية المستخدم وكلمة المرور، كما لم يتم اختراق أى من أنظمتنا.

التعليقات