أوهان - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 6:27 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أوهان

نشر فى : الثلاثاء 31 مارس 2009 - 11:07 م | آخر تحديث : الثلاثاء 31 مارس 2009 - 11:07 م

 سعيد شيمى، المصور السينمائى الكبير، فنا وقلبا، يهدينا هذه المرة كتابا ثمينا «أوهان: تصنيع وابتكار المعدات للسينما المصرية»، وليست جملة «تصنيع وابتكار..» ترجمة للكلمة «أوهان» الأرمنية، ذلك أن «أوهان» شخص حقيقى، يتمتع بمكانة فريدة فى قلب سعيد.

امتدت الصداقة بينهما لعدة عقود، وتعمقت بسبب شغفها بعشيقة واحدة، هى كاميرا التصوير، كان لابد أن يلتقيا، سعيد شيمى «74 فيلما قصيرا و107 أفلام طويلة» انطلق فى العديد منها إلى الشوارع، متحررا من أسوار الاستوديوهات، ثم انتابته الرغبة فى التحرر من البلاتوهات والشوارع ليتوغل فى عمق البحار، عندئذ يأتى دور «أوهان» فى حياة سعيد شيمى، دور أقرب لطوق النجاة، فبعد مشوار طويل من العناء والفشل والتحدى، نجح «أوهان» فى صنع عازل يحمى الكاميرا من الماء حين يكون التصوير فى عمق البحار، ما يسر لسعيد شيمى إخراج وتصوير فيلمه «جحيم تحت الماء».

بعد رحيل أوهانيس هاجوب كوستنيان الشهير بأوهان «1913 ــ 2001» بعدة سنوات، ينقذ سعيد شيمى صديقه «أوهان» من دائرة النسيان فيصدر عنه هذا الكتاب المكتوب بمداد المحبة، يلقى عليه أضواء تبين بجلاء دور هذا الرجل البناء، الذى عاش حياته مساهما فى بناء الاستوديوهات، مبتكرا للكاميرات وأجهزة العرض والمونتاج والخدع السينمائية، وامتد عمله من مصر إلى لبنان إلى العراق إلى نيجيريا، والأهم أنه تم إلحاقه بسلاح الطيران المصرى طوال ثلاثة أعوام «1969 ــ 1972» للقيام بمهمة سرية تتعلق بتطوير أجهزة تصوير من الجو.

كتاب «أوهان» فى بعد من أبعاده، دراسة فى تاريخ خفى لمسيرة السينما المصرية، فى جانبها الصناعى، فحياة «أوهان» هى جزء من حياة السينما المصرية.
لم يتزوج «أوهان» عاش وحيدا، وحين تقدم به العمر انطوى على نفسه متشكيا من الجحود والنكران، ولكن أحسب أن ما كتبه سعيد شيمى، يعطى للرجل حقه، ويتلألأ بالوفاء والعرفان.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات