على دفتر الرعونة - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 7:17 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

على دفتر الرعونة

نشر فى : الإثنين 30 نوفمبر 2009 - 9:35 ص | آخر تحديث : الإثنين 30 نوفمبر 2009 - 9:35 ص

 ــ إما أن ما تواتر من أقوال عن اختفاء السكاكين والمطاوى والسنج من أسواق الخرطوم، بعد أن اشتراها «بلطجية» الجزائر، محض أكاذيب وخيالات، وإما أن هؤلاء الأشرار أصيبوا، فجأة، بالأنيميا، ودب فيهم الوهن، ففشلوا فى اللحاق بضحاياهم من الفراعين «المتحضرين»، وإلا كنا قد شاهدنا، على شاشات قنواتنا، بعض الجرحى ومكسورى العظام، لكن حمدا لله أننا لم نر إلا شابا يلف جبهته بشاشة صغيرة، فى منتصفها بقعة حمراء فى حجم نصف عقلة الصباع، وآخر يشير إلى فسفوسة على رأسه، يزعم أنها بسبب حجر كبير ألقى عليه، ثم نجمة سينمائية، صفراء الوجه، قيل إنها اختبأت فى الحمام لبضع ساعات.. لو أن الحكومة الجزائرية كانت جادة فعلا فى تعمد إيذاء المصريين، لعاقبت «البلطجية» لأنهم لم يحققوا مسعاها.

ــ الحكومات الثلاث، المصرية والجزائرية والسودانية، مدينة بالاعتذار للجميع، فعلى طريقة إدارة حرب 67، حين حشدنا مئات الآلاف من جنودنا، فى سيناء، من دون عمل حساب عودتهم، تصرفنا، هذه المرة، بذات الأسلوب العشوائى، مع فارق واحد، أيام النكسة لم نتوقع الانسحاب، ولكن مع أيام الخرطوم، نعلم تماما أن آلاف من سافروا، لابد من عودتهم، عقب انتهاء المباراة، كذلك الحال بالنسبة للجزائر، أخذت تحشد مشجعيها فى عاصمة السودان، التى فيها ما يكفيها من مشكلات، طوال ثلاثة أيام، ظلوا هائمين فيها على وجوههم، فى الشوارع. أما حكومة السودان، الضحية الطيبة، فربما كان عليها تنبيه ضيوفها الثقلاء، من الطرفين، أن لا إمكانيات المدينة، ولا طاقة المطار ولا قدرات الأمن، تسمح بتحمل تلك الجحافل التى كان لابد أن يحدث لها، ما حدث.

ــ أحيانا، يحمل السؤال نصف الإجابة، وأحيانا، يكاد يضع الكلام فى فم المجيب، ودرج بعض مذيعينا، أن يرسموا على وجوههم علامات الأسى. يسألون ضيوفهم بصوت محرور، أسئلة موحية بالإجابات، من نوع: ما رأيك فيما حدث «لنا» فى الخرطوم، أو هل ستستمر مصر فى القيام بدور «الشقيقة الكبرى»، أو كيف نرد على من تطاول علينا وجرح كرامتنا.. إنها أسئلة تشيع جوا مسموما.

ــ وطن عربى كبير هذا حاله، كان لابد أن يكون الحصار مروعا، بالنسبة للرابح والخاسر. فى الجزائر، مات «14» شخصا، لأنهم دهسوا تحت أقدام الجمهور الفرحان. وعندنا، تحطمت عشرات السيارات وتهشمت واجهات محال، وأصيب أكثر من عشرة ضباط شرطة، على أيدى جماهير رعناء، تريد اقتحام سفارة الجزائر، لأنهم زعلانين.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات