تفتيش.. المؤخرة - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 7:09 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تفتيش.. المؤخرة

نشر فى : السبت 30 يناير 2010 - 9:23 ص | آخر تحديث : السبت 30 يناير 2010 - 9:23 ص

 ضحكت فى كمى، ضاربا كفا بكف، حين قرأت سلسلة الإجراءات الجديدة، التى اتخذتها أجهزة الأمن الأمريكية، تجاه الوافدين إليها، بالطائرات، خاصة بالنسبة لأبناء السعودية، و«13» دولة أخرى، يضعها العم سام فى خانة الدول الراعية للإرهاب أو متورطة بنشاطات إرهابية أو تعانى من الإرهاب..

تنقسم الإجراءات إلى ثلاثة أقسام، تعبر فى جانب منها عن حالة التوتر والخوف الذى يبلغ حد الذعر، عند الدولة الأقوى والأغنى والأشد بأسا، مثل إضافة مراقبين أمنيين إلى صالات الطيران لمراقبة تحركات الركاب ومراقبة المناطق الخفية فى المطار وبالذات دورات المياه، وإذا هبطت الطائرة فى أى محطة مؤقتة، لا يسمح للركاب بالغياب عن رقابة عناصر أمن الطائرة، وزيادة فى الحيطة، يجرى تفتيش الركاب، مرة ثانية، قبل استكمال الرحلة..

أما القسم الثانى من الأوامر، فيدور داخل الطائرة، وتدخل فى باب التعذيب، أخفها منع الركاب من تغطية أجزاء من أجسادهم ــ لم تحدد ــ بالبطانيات، مهما كان الجو باردا، وذلك كى يظل الركاب تحت النظر المباشر للرقباء، وأشد البنود إيلاما تمثل فى منع أى راكب من دخول دورة المياه قبل ساعة من وصول الرحلة، مع مراقبة أى راكب، يدخل دورة المياه، أكثر من مرة، بصرف النظر عن طول الرحلة من ناحية واحتياجات مرضى السكر من ناحية ثانية..

وتأتى إجراءات القسم الثالث من الإجراءات بمثابة استكمال لاستخدام أجهزة الماسحات الضوئية التى تكشف تفاصيل الجسد عاريا، وهى الأجهزة التى أزعجت الكثيرين، ومنهم النجم الأمريكى المحترم، صاحب الضمير اليقظ، جورج كلونى، الذى عبر عن إحساسه بالقلق البالغ إزاء هذه الأجهزة التى تنتهك خصوصية المرء، وجعلته يفكر فى إطلاق خط إنتاج للملابس الداخلية، تبطل مفعول الماسحات الضوئية..

وفيما يبدو أن أجهزة الأمن الأمريكية، الحائرة، تحسبت للبدعة التى يفكر فيها كلونى، فأضافت بندا مبتذلا لا يمكن التعليق عليه بجدية، ذلك أنه يعطى لرجال الأمن حق «التفتيش اليدوى الاحترازى قبل ركوب الركاب إلى الطائرة وبشكل فعلى لا يترك مناطق خارج حدود نطاق التفتيش بما فى ذلك مؤخرة الراكب والمناطق الحساسة»..

هنا تدخل المسألة فى عالم مسرح العبث أو اللامعقول، وتبدو كما لو أنها مستوحاة من مساخر أفلام رأفت الميهى، فإذا تخيلت المشهد لابد أن تسأل: هل سيجرى التفتيش على المسافرين، فردا فردا، فى حجرة مستورة ــ أين الستر ــ أم سيقف الركاب وراء بعضهم، فى طابور واحد، ويمر عليهم رجل الأمن، ليبحث عن أصابع الديناميت، بيديه.. وفى هذه الحالة، هل سيسقط الراكب بنطاله أم سيكلف الترزى بتركيب «سوستة» خلفية، تفتح عند اللزوم.. ثم ماذا عن الإخوة الذين يرتدون الجلباب أو الدشداشة.. لك أن تتخيل!

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات