سالم أبو أخته - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 5:45 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سالم أبو أخته

نشر فى : الثلاثاء 29 أبريل 2014 - 7:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 29 أبريل 2014 - 7:08 ص

المقصود بالعنوان هو أن بطل الفيلم، بعد رحيل والديه مبكرا، ترك له شقيقة صغيرة قام بتربيتها على أفضل وجه حتى استطاعت الالتحاق بالجامعة وبينما يحنو عليها ويكن لها كل محبة تحس هى أنها ابنته ولأن الأهالى يدركون عمق ودقة هذه العلاقة أطلقوا عليه اسم سالم أبو أخته.. إنها علاقة مصرية كثيرا ما تلمسناها حولنا. فى الفيلم تؤدى آيتن عامر بفهم وتوازن وعلى نحو طبيعى دور الأخت الذى يخفق قلبها مع شقيقها ولى أمرها حيث تتابعه وتحتضنه بعينها وربما بسبب العرج الخفيف فى رجلها نتاج شلل أطفال أصابها فى سنواتها الأولى جعلها أقرب إلى نفس المشاهد مما يبعث بتعاطف مبدئى معها.

محمد رجب بتفهم عميق يعايش شخصية الأخ الكبير، مهنته بائع متجول وإن شئت الدقة هو من باعة الأرصفة ذلك القطاع الواسع المطارد الذى قلما التفتت له السينما غالبا، يثير حنق عبار السبيل، خاصة حين تمتد بضاعتهم إلى نهر الشارع وفى ذات الوقت يبعثون على الشفقة حين تطاردهم الشرطة فيحمل الواحد منهم فرشته ويولى الادبار إما أن تتساقط منه بعض حملوته أو يضعها رجال المرافق فى عربة الحكومة. سالم يتعلم من الشارع كيف يكون أرنبا أمام ضابط الشرطة ونصف فتوة وربما بلطجيا فى الحياة القاسية.. محمد رجب المستوعب لتضاريس هذه الشخصية المركبة يعبر عنها فى أحوالها المتضاربة بنظرة عين ومجرد ابتسامة متعبرة المعانى فهى التظاهر بالمودة والاحترام أمام صاحب السلطة وقد تكتسى بشىء من الوحشية حين ينتصر على غريم وأحيانا تترقرق بالدفء والرضاء والراحة عندما يرى أخته الجامعية تذاكر وتمتزج بالطمأنينة إذا تمدد على الكنبة ووضع رأسه على حجرها.. إنها منطقة أمان بالنسبة له وهو درعها فى الحياة.. الأخذ والعطاء بين محمد رجب وآيتن عامر يرفع من شأنها فنيا ولا يمكن اغفال دور كاتب السيناريو محمد سمير مبروك فى نسجه المرهف لتلك العلاقة فضلا عن نجاح المخرج محمد حمدى فى توجيه ممثليه وتحقيق التناغم بينهم جميعا.

لكن ثمة مشكلة تحدث فى أداء محمد رجب تكمن فيما يمكن أن نسميه «الانفجارات الانفعالية» فأحيانا يحلو له أثناء تجسيده بعمق وهدوء عن الغضب أن يرفع صوته ويطلق آخر حدود عقيرته فتبهت ملامح وجهه وتتداخل ولا يبقى إلا ما يشبه الضوضاء.. الممثلون الكبار ـــ جاك نيكلسون وأحمد زكى كمثال ــ يعبرون عن عواصف الغضب بعيونهم فقط.

سيناريو الفيلم يعتمد على صراع أساسى بين «سالم» من ناحية وضابط شرطة بأداء موفق من «محمد الشقنقيرى»، التآمر أهم سماته، كل منهما يعرف مناطق ضعف الآخر.. يستغلها، ينجح فى مسعاه، حتى إن الضابط يطرد من الشرطة ويشهد سالم مقتل أخته ليلة زفافها.

بؤر التصدع فى «سالم أبو أخته» تتمثل فى تلك المشاهد أو المقاطع الطويلة لذلك «الفرح الشعبى» المقيت الذى أصبح مقررا مفروضا مرفوضا فى الكثير من أفلامنا والذى يجرى تنفيذه بذات الطريقة بلا خيال أو ابتكار.. خشبة مسرح بدائية.. فرقة موسيقية الايقاعيات أهم آلاتها عروس وعريس فى الصدارة، مطرب خشن الصوت، مئات من الهلافيت يتابعون بسعار راقصة تؤدى وصلة كاملة... رقصة بلا معنى تتطابق فى تفاصيلها بما فى ذلك التصوير مع رقصات فى أفلام سابقة كأن صناع هذه الأعمال لم يسمعوا عن الأفلام الاستعراضية أو تصميم رقصات تعبر عن روح الفيلم أو عن موقف معين بداخله.. إنها رقصات مجانية يشوبها الابتذال، تشوه أى فيلم، وتهبط به أيا كان مستواه.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات