باتمان ضد سوبرمان - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 7:42 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

باتمان ضد سوبرمان

نشر فى : الثلاثاء 29 مارس 2016 - 11:05 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 29 مارس 2016 - 11:05 ص

حلم القوة المطلقة، لازم خيال البشر منذ فجر التاريخ، يعبر عنه أبطال الأساطير والملاحم، وامتد إلى عصرنا، حيث يظهر المنقذ الخارق، تلبية لاحتياج نفسى، فى فترات الحيرة والقلق، فليست مصادفة أن ينهض «سوبر مان» و«باتمان» خلال مجلات «الأكشن كومكس» عامى 1938، 1939، مع بدايات الحرب العالمية الثانية، واجتياح قوات النازى، لدولة تلو الدولة.

البطلان، «سوبرمان وباتمان»، يختلفان فى أصولهما. أولهما، قادم من كوكب آخر، أرسله والده طفلا، قبل انفجار ذلك الكوكب.. يكبر فى رعاية أسرة طيبة، يكتشف أنه يتمتع بقدرات هائلة، يسخرها فى الخير وإنقاذ الآخرين.. أما «باتمان»، فإنه ابن الأرض، شاهد مقتل والديه على يد عصابة لصوص، قرر إنماء قدراته العقلية والبدنية، وتسخيرها من أجل حماية الضعفاء والوقوف إلى جانب المظلومين.

البطلان، مؤخرا، يجمعهما المخرج ذاك سنايدر، فى عمل يحقق رواجا هائلا، بعنوان «باتمان ضد سوبرمان فجر العدالة».. الكلمتان الأخيرتان، تحملان قبسا نورانيا يعبر عن حلم وأمنية الشعوب والأفراد، ويؤكد إمكانية تحقيقه، إذا توحدت إرادة الأقوياء، ووقفا معا، ضد الأخطار التى تتهدد المدنية والمدنية.

يبدأ الفيلم بداية لافتة، واضحة المغزى، كاميرا المصور لارى فونج، تستعرض، فى لقطات عامة، ما يشبه المدينة الصحراوية.. ومع ظهور كلمة «نيروبى»، ندرك أننا إزاء إحدى ضواحى عاصمة كينيا، ثمة مجموعة رجال يرتدون الجلابيب، يحملون مدافع رشاشة، وجوههم وحشية الملامح، يستقبلون سيدة مخطوفة، مكبلة، تهبط من طائرة، يلتقيها رئيسهم الملتحى تدرك المرأة الرابطة الجأش، وندرك معها، إنهم من الإرهابيين، أو الداعشيين.

فى المشاهد التالية، تظهر مدينة «جوثام»، الخيالية، إحدى مفردات حكاية «باتمان»، تشبه مدينة نيويورك، ببناياتها الضخمة، العالية، التى تخترقها قذائف نيران، تذكرنا، على نحو ما، بحادث تدمير البرجين الشهيرين، فى سبتمبر 2001.

ثمة تنافس شديد بين باتمان وسوبرمان، يصل إلى درجة الصدام الجثمانى، لكن وحدة المصير تجمع بينهما، حين يريا المدينية تكاد تتعرض للدمار، بالإضافة لظهور ذلك الوحش الشرس، المشوه، الأقرب إلى الطين الملتهب، يطلق عليه اسم «دومسداى»، قصته تشبه الوحش الذى صنعه الدكتور «فرانكشتين»، لكن هذه المرة، قام بتصنيعه شرير خبير إلكترونيات، اسمه «لكسى لوثرن»، بأداء «جيسى آدم إيزنبرج».. «دومسداى»، لا قوام له، بتغير شكله العلملاق من موقف لآخر، تدوى صرخات غضبه وفقا لأوامر الشرير.

لم يقم أحد بأداء دور «دومسداى»، فالواضح أنه مرسوم على طريقة الـ«كومكس».. ربما أراد كاتبا السيناريو كريس تيريو وديفيد جويور الإيحاء بأنه يرمز لكل عوامل الشر المتوافرة فى عالمنا.. والمؤكد، أن الفيلم لم يربط بين ذلك الوحش والإرهابيين الذين رأيناهم فى البداية، حتى لو قصد هذا.

مشكلة «باتمان ضد سوبرمان» تكمن فى أسلوب مخرجة الذى يحاكى فيه رسوم «الكومكس»، حيث الإسراف فى الحركة المادية، والعنف، على حساب المشاعر والحركة النفسية، وبالتالى بدأ أداء النجوم فاترا، سواء عند «بن أفليك» ــ باتمان ــ أو «هنرى كافيل» ــ سوبرمان ــ الأمر الذى جعلنى كدت أقول أن ضجيج الموسيقى المصاحبة يظل طوفانها باقيا فى الآذان، لولا تلك الجملة التى قالها شاب حديث السن لصديقه الممتعض: لو الأقوياء، أمريكا وروسيا، توقفتا عن منازعاتهما، وتوحدا، فى مواجهة الشر، كنا سنشهد «فجر العدالة».

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات