نظرة طائر - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 5:44 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نظرة طائر

نشر فى : السبت 28 أغسطس 2010 - 10:23 ص | آخر تحديث : السبت 28 أغسطس 2010 - 10:23 ص

 فى أيام القلق، وفى لحظات الحيرة، يلتفت الإبداع نحو التاريخ، إما لتحاشى مواجهة الواقع على نحو مباشر، أو لاستخلاص العبر التى تضىء الطريق نحو المستقبل، وربما هذا ما يفسر تقديم ستة مسلسلات تاريخية دفعة واحدة.. كلها، مع تباين مستوياتها، فكريا وفنيا، تثير قضايا مهمة وتعبر عن هموم حقيقية، وتعطى دلالات جديرة بالانتباه، وإذا كان كل مسلسل يستحق وقفة تفصيلية، فإن نظرة طائر قد تكون مفيدة، ذلك أنها تبين مواقعها وأواصرها فضلا عن معالمها العامة.

. مسلسلان يتجهان نحو ما يدور فى أحشاء الوطن، إبان فترة حكم الماليك الطغاة، الأقرب إلى اللصوص وقطاع الطرق، الذين جففوا منابع الخير ونشروا الظلم والجهل، وبالتالى فى «السائرون نياما» غدت البلاد نهبا للطاعون، يفتك بالجميع، بما فى ذلك الحكام إلى جانب الشعب، ولكن فى وسط «السائرون نياما» ترتفع أصوات تنادى بالعدل، وتبشر بعالم يستيقظ فيه النيام.

. ويكاد يتحول هذا الحلم إلى واقع فى «شيخ العرب همام» وبينما اعتمد كاتب سيناريو «السائرون نياما» مصطفى إبراهيم على رواية لسعد مكاوى، نظر عبدالرحيم كمال إلى عين الحاضر، متسربلا بعباءة التاريخ، ذلك أنه لم يكتف بسرد وتوسيع واحدة من الوقائع الواردة عند جدنا العظيم عبدالرحمن الجبرتى، ولكن نجح فى إدراك مغزاها، مبينا قانون تحرر وارتقاء ونهوض الوطن. «همام» الرافض لدفع الإتاوات المجحفة للمماليك والوالى العثمانى، يراهن على قوة الأهالى واستعدادهم للدفاع عن أرضهم، فى ظل حكمه ونظامه القائم على العدل والمساواة بين المواطنين جميعا «همام» بجمهوريته الفاضلة على الشاشة الصغيرة، هى «بروفة أولية تذكرنا ببروفات تالية قام بها على بك الكبير الذى حاول الاستقلال عن الدولة العثمانية ثم محمد على بمشروعه الحضارى الكبير، إلى عبدالناصر بتجربته الضخمة.

فى جانب آخر، يتأمل يسرى الجندى «سقوط الخلافة» راصدا عوامل تفكك دولة، بسبب تفشى الغدر والخيانة بداخلها، وتتوالى المؤامرات عن خارجها، وإذا كان المخضرم محمد فاضل جعل من الأغنيات رسائل فكرية مضمخة بالعواطف فى «السائرون نياما» فإن حسن صالح فى إخراجه لـ «شيخ العرب همام» راهن على كتيبة من ممثلين لا يشق لهم غبار، بينما الأردنى محمد عزيزية يصل بتكوينات الصورة وحيوية الحركة بداخلها إلى مستوى رفيع بحق

مؤكدا بالمزيج المتآلف من الفنانين العرب الذين ساهموا فى «سقوط الخلافة» أكذوبة التنافس بين الدراما المصرية والسورية، هنا نلمس نوعا من التناغم والتكامل، يتجلى أيضا فى «كليوباترا» فبصرف النظر عن مستواه، تمكن كاتبه قمر الزمان عيوش ومخرجه وائل رمضان من تقديم باقة من نجوم عرب كبار فى عمل سورى أساسا، يتجه إلى التاريخ الفرعونى فى سابقة هى دليل نضج يتجاوز تلك الحساسية المتحفظة على تاريخ مصر، الموغل فى القدم.

مسلسلان فى هذه الموجة، يقتربان من التاريخ الحديث: «ملكة فى المنفى» الذى كتبته راوية راشد وأخرجه محمد زهير رجب و«الجماعة» الذى كتبه وحيد حامد وأخرجه محمد ياسين. «نازلى» و«حسن البنا» شخصيات تراجيديتان فى فترة تاريخية واحدة، الأولى يمر مسلسلها الآمن بلا ضجيج والثانى الشجاع يثير العواصف ولكنهما مثل بقية الأعمال يحتاجان لوقفة تفصيلية.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات