إنها تحب السينما فعلا.. ولكن - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 6:34 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إنها تحب السينما فعلا.. ولكن

نشر فى : الثلاثاء 28 أبريل 2009 - 8:05 م | آخر تحديث : الثلاثاء 28 أبريل 2009 - 8:05 م

 هذا الكتاب قليل الصفحات، مترع بالعواطف، مكتوب بمواد العشق. كاتبته اسمها نانسى حبيب، وعنوانه «بحب السيما»، لا يدخل فى باب النقد ولا يندرج فى قائمة الدراسات، ذلك أنه أقرب للغزل، يتأمل، بعيون المتيم، معالم الجمال الآسر فيما يهواه القلب وما يقتنع به العقل، وهذا من وجهة نظر الحبيب طبعا.

قسمت الكاتبة صفحاتها المائة إلى مقدمة وثمانية أقسام. تعبر فى البداية عن إحساسها بالسينما التى صارت «أشبه بالبيت الذى أعيش بداخله وأغوص فى أعماقه وأحتمى بأركانه»، وتتلمس نانسى حبيب، من وجهة نظرها، فى كل فصل، ملمحا من الملامح التى تحبها فى الأفلام المصرية. أشهر عشر صفعات، أكثر عشر أفلام ثورية، عصابات السينما المصرية، أكثر أمهات السينما المصرية أمومة.. إلخ.

اختيارات نانسى حبيب لا تستند إلى معايير معينة، ولا تخضع لمنهج واضح، ولكن تأتى وفق ذوقها، وتعتمد على ذاكرتها، لذا فإن الكتاب أقرب للانطباعات، خاصة بالنسبة لأحكامها الصحيحة حين تكون مرجعيتها إحساسها المرهف، لكن ما يقلل من قيمة الكتاب يتمثل فى غياب الخارطة التاريخية للسينما المصرية فى ذهنها، وبالضرورة بدا «بحب السيما» عشوائيا فى العديد من جوانبه.

فمثلا، هل من المعقول، أثناء استعراض الأمهات فى السينما المصرية أن تنسى «ثريا فخرى» «1896 ــ 1965» ذات الجسم الضئيل والقلب الكبير التى قدمت شخصية الأم فى أكثر من مائة فيلم.. وفى مجال الأفلام الثورية تضع الكاتبة «القاهرة 30» و«آه يا ليل يا زمن» و«رد قلبى» و«الحقيقة العارية» مع أفلام أخرى فى زمبيل واحد، علما بأنها متضاربة، فكريا وفنيا، والأهم أنها لم تتذكر فيلم «لاشين» البكر، الذى تعرض لعنت رقابى لأن الشعب فيه يثور على الحاكم المستبد، اللاهى.. وفى الجزء المتعلق بـ«عصابات السينما المصرية» تتذكر الكاتبة أفلاما متواضعة مثل «احترس عصابة النساء» لمحمد أباظة، بينما تتجاهل عصابات محمود إسماعيل، فى «سمارة» و«توحة» و«زنوبة».

«بحب السيما» بحماسته، ونواقصه، يعتبر بروفة لكتاب لم يكتب بعد.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات