كابتن أمريكا - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 5:18 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كابتن أمريكا

نشر فى : الأحد 27 أبريل 2014 - 7:10 ص | آخر تحديث : الأحد 27 أبريل 2014 - 7:10 ص

امتلاك القوة المطلقة، أمنية تداعب خيال البشر، سواء على مستوى الفرد أو الجماعة منذ فجر التاريخ.. تجلياتها، تتوافر فى الملاحم، مثل «الإلياذة» و«الأوديسة»، «أبوزيد الهلالى» و«سيف بن ذى يزن». بالإضافة لـ«ألف ليلة وليلة»، وغيرها من أعمال خلبت لب الأجيال المتعاقبة، حتى وصلت إلى عصرنا الحديث، لتجد مناخها النموذجى فى عالم الأطياف، وبالأخص، على شاشة السينما الهوليوودية التى هامت إعجابا بذوى القدرات الخارقة، وبالأخص، من «هرقل» حتى «رامبو»، وقدمتهم بتبجيل يتمشى مع هوس العمل سام بالتفوق والهيمنة على الكرة الأرضية، بشعوبها، ومصادر طاقتها، بزعم محاربة الأشرار من ناحية، ومواجهة غزاة الكواكب الأخرى، من ناحية ثانية.

طابور ذوى القدرات الهائلة طويلة، أشكال وألوان، من بينهم سوبرمان، الرجل الأخضر، الرجل الوطواط، الرجل العنكبوت، فضلا عن «كابتن أمريكا».. وهذا من باب المثل لا الحصر.. الملاحظ ان هذه النوعية من الأبطال، تزدهر حين تكون الولايات المتحدة قلقة، مهددة على نحو ما، تريد من خلال الفن السابع، رفع الروح المعنوية لجمهورها، والتأكيد على فكرة الانفراد بالقوة التى لا يحدها حدود.

«كابتن أمريكا»، ظهر لأول مرة عام 1941، وسط دوامة الحرب العالمية الثانية، وازدادت أهميته عقب قيام القوات اليابانية بغارة «بيرل هاربر» المروعة، ضد الأسطول البحرى للولايات المتحدة، المتواجدة فى جزيرة «أواهو» مما دفع واشنطن إلى الإعلان رسميا، عن دخول الحرب.. جاء ظهور الكابتن فى رسوم «الكومكس»، قصته المصورة تحكى عن الشاب الضعيف البنية، المصاب بالربو، الملىء بالروح الوطنية، الذى يفشل المرة تلو المرة فى الالتحاق بالجيش، لانه غير لائق طبيا. لكن، فى المرة الأخيرة، يلفت نظر ضابط كبير، معه عالم يجرى أبحاثا تهدف إلى زيادة قدرات بعض الجنود، تجعلهم على درجة بالغة التفوق. يقع الاختيار على الشاب العليل، الذى يغدو أشد ذكاء، وقوة، وبأسا.. يدخل معركة تلو أخرى، ضد الجيش الألمانى، وضد الجاسوس النازى، الذى يحاول سرقة أبحاث العالم الأمريكى.. كابتن أمريكا، ينتقل من نجاح لنجاح، ومن نصر لآخر، وقد استقام جسمه، وأصبح سليما، يرتدى زيا محليا بعلوم الولايات المتحدة.

بعد ستين عاما من اختلاف الكابتن فى «الكومكس»، وبعد تدمير البرجين العملاقين، وبعد دخول العم سام، بافتراء، فى حربى العراق وأفغانستان، يعود الكابتن، سينمائيا هذه المرة، فى فيلم «كابتن أمريكا.. المنتقمون» الذى حققه جو جنستون 1911، واتسم بالايقاع السريع والمواجهات العنيفة، والأهم أنه يشيد بنبل بطله الذى يراهن بحياته من أجل «المثل العليا».

نجاح «كابتن أمريكا» دفع صناع السينما الهوليوودية إلى إنتاج الجزء الثانى، الذى يعرض الآن، محققا قصب السبق فى شباك التذاكر، والذى أخرجه الأخوان انتونى وجو روسو، وتعمدا زيادة جرعة المطاردات والمؤامرات والتفجرات، مع الإسهاب فى المؤثرات السمعية والبصرية، وبطريقة ترضى أجيال الألعاب الرقمية، ولكن، بالنسبة لأمثالى من كبار السن، تزعجهم أشد الإزعاج، وقد لا يرون فيها سوى سلسلة سقيمة من معارك تستخدم فيها أسلحة متطورة، تطلق كمية نيران هائلة، وإشادة بمؤسسات أمريكية، تهدف إلى تدمير مؤسسات شريرة.

جدير بالذكر أن أرباح «كابتن أمريكا.. جندى الشتاء» دفع بشركة الإنتاج إلى الإعلان عن إطلاق الجزء الثالث من السلسلة، فى العام 2006، وبينما سارعت مصانع الملابس لتخصيص خطوط إنتاج لصنع أزياء مستوحاة من العلم الأمريكى، على غرار بذلة «جندى الشتاء»، ابتكرت شركات الألعاب الرقمية مباريات كالتى يدخلها البطل الخارق، ضد أعدائه الأقوياء.. أما كباتن مصانع «شيفرولية»، فإنهم اعتبروا أن السيارة المصفحة، ذات الإمكانات الواسعة، فى السرعة، والوقوف فى لحظة، عبور الحواجز الأرضية، والقفز إلى مسافات طويلة، بطلة لا تقل أهمية عن أبطال الفيلم، وبالتالى، بدأت نماذجها تظهر فى معارض نيويورك وباريس والخليج، والمتوقع ان يغدو الإقبال عليها كبيرا.. هكذا «كاتبن أمريكا»، لا تفوته التجارة والصناعة، وهو يؤكد استحقاق بطلة، فى قيادة العالم.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات