السينما المصرية بخير - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 9:51 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السينما المصرية بخير

نشر فى : الأربعاء 26 أغسطس 2009 - 9:02 ص | آخر تحديث : الأربعاء 26 أغسطس 2009 - 9:02 ص

 فى الأسابيع الأخيرة، تحدث البعض عن أزمة تعيشها السينما المصرية، مالية وفنية، فإيرادات الأفلام أقل من تكاليفها، ومستوى الأفلام على درجة لافتة من التدنى، ولكن بشىء من التأنى، ندرك أن السينما المصرية بخير، ولعل الرؤية القلقة، المتشائمة، ترجع إلى أننا انسقنا، بدرجات متفاوتة، إلى النظر لدورة إنتاج الأفلام، بذات النظرة إلى تجارة الجوافة والطماطم، على الرغم من الفارق الواسع بينهما، فإذا لم يتم بيع أقفاص الفاكهة، خلال أيام، فإن الخسائر ستكون محتمة، الأمر الذى يختلف تماما بالنسبة للأفلام، ذلك أنها السلعة الوحيدة التى يعاد عرضها وتداولها وبيعها، فى أكثر من مكان، وبأكثر من وسيلة، وفى أوقات متباعدة، إنها سلعة لا تنتهى ولا تبور، وحتى أفلام المقاولات الفاسدة، التى انتشرت فى الثمانينيات يعاد تدويرها فى العديد من قنوات الأفلام.

شركات الإنتاج عندنا، قصيرة النفس، ضعيفة اقتصاديا، تنتظر بشغف، ونفاد صبر، تغطية تكاليف إنتاجها، فى الأسابيع الأولى من عرض أفلامها، مع أى هامش من الربح، فإذا لم يتحقق المراد، فإن هذه الأفلام توضع فى خانة الأعمال الخاسرة، وهو تقييم خاطئ يعتمد على رؤية مختلفة تخلط بين الإنتاج السينمائى وتجارة الخضراوات.

أما عن المستوى الفنى، فإن المتابع يمكنه القول، بضمير مستريح، أن نهوضا واضحا، يتجلى فى أفلامنا الجديدة، والدليل هو ذلك التنوع الثرى فى الاتجاهات السينمائىة، فإذا كانت أفلام كل موسم، أو عدة مواسم، فيما مضى، تتسم بطابع واحد، فإن أفلام هذا الموسم تتراوح بين الاجتماعية والبوليسية والعاطفية والنفسية والغنائية، فضلا عن نزعة تجريبية لا تخلو من جرأة، تمتد من الشباب للكهول، وتتمثل فى أفلام «عين شمس» و«واحد صفر» و«إحكى ياشهرزاد» و«الفرح»، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.

إلى جانب نفحه الحداثة التى تتمتع بها أساليب السرد، ثمة عنصر الأداء التمثيلى، الموفق عموما فى الأفلام المصرية، والذى ازداد تميزا هذا الموسم، بلمعان أسماء جديدة، مثل دنيا سمير غانم وعمرو سعد ومحمد رمضان، بالإضافة لنجمى الكوميديا، أحمد حلمى وأحمد مكى، الباحثين عن قوة الموضوع ومفارقات الحياة قبل إثبات قدرتهما على مجرد الإضحاك، إنهما يسيران فى الاتجاه الصحيح، بجملة واحدة: الآفاق واسعة ومفتوحة أمام السينما المصرية.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات