خليك.. بالبيت - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 9:08 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خليك.. بالبيت

نشر فى : الجمعة 26 يونيو 2009 - 6:26 م | آخر تحديث : الجمعة 26 يونيو 2009 - 6:26 م

بعض كتابنا ومفكرينا ومحللينا الجدد، لا يميلون لاستخدام كلمات جميلة، متواضعة، من نوع «ربما»، «قد»، «من المحتمل»، «على الأرجح»، «أغلب الظن»، وبدلا منها تطالعك كلمات حادة، ذات مسحة صارمة، مثل «حتما»، «بالتأكيد»، «قطعا»، «يقينا»، كما لو أن صاحبها يعرف ويحتكر الحقيقة، وتبدو هذه الكلمات صادمة، فظة، فى القضايا الخلافية، التى تحتمل أكثر من رأى، ويزداد ثقلها إذا كان الأمر يتعلق بالمستقبل، ويغدو مؤلما حين تأتى هذه الكلمات من مثقفين كبار، تكن لهم تقديرا رفيعا، مثل أحمد المسلمانى، الذى أقرأ مقالاته بإعجاب، وأتابع برنامجه التليفزيونى بشغف، ذلك أن أفكاره واضحة، مستقلة، يعتمد فيها على معلومات غزيرة، ويصوغها بأسلوب جذاب، ويدعم وجهة نظره، خاصة فى برنامجه التليفزيونى، بالخرائط الجغرافية التى تتحول عنده إلى خرائط سياسية تنبض بحارها وأنهارها وطرقها بالصراعات والتكتلات.. إنه برنامج شيق ومفيد.

فى واحدة من حلقاته الأخيرة، تعرض المسلمانى ــ مثل غيره ــ للمستقبل مع أوباما، وبعد التحليل خرج بنتيجة مؤداها أن الرئيس الجديد، حتما، يختلف عن سابقيه تماما، وأنه بالتأكيد سيحدث تغييرات جوهرية فى السياسة الأمريكية، واعتمد المسلمانى فى رؤيته على روحانية أوباما بشفافيتها التى يمتزج فيها الإسلام بالمسيحية ولا تخلو من أفريقية وآسيوية.. وربما لأنى أميل لتوقع أن تكون ممارسات الرؤساء وفقا لمصالح دولهم أكثر من خلفياتهم الدينية والاجتماعية، وبالتالى وصلت لنتيجة تختلف عن النتيجة المترعة بالآمال التى رآها المسلمانى، وتمنيت أن أكون مخطئا وأن يكون هو على صواب.

لكن المسلمانى باغتنى بقوله إن من يقول إن أوباما لا يختلف عن غيره من الرؤساء عليه أن يقعد فى البيت، وأعلن أنه إن لم يصبح مختلفا ــ الكلام عن أوباما ــ فأنا سأقعد فى البيت، عندئذ شككت فى حاسة السمع عندى، ولكن المسلمانى، مشكورا، بدد شكى تماما حين احتد وكرر حكمه القاطع، مرتين، بضرورة بقاء من يخيب توقعه فى البيت. هنا، الآن، لم تعد المسألة تتعلق بأوباما، ولكن تثير قضية الليبرالين الجدد، وكيف لواحد من ألمعهم وعدا أن يطلب تحديد إقامة من يختلف معه فى الرأى؟.  

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات