المستنقع - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 6:36 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المستنقع

نشر فى : الأربعاء 25 نوفمبر 2009 - 10:44 ص | آخر تحديث : الأربعاء 25 نوفمبر 2009 - 10:44 ص

 قامت الدنيا، عندنا وعندهم، ولم تقعد، بسبب فريقين كرويين هزيلين، يتنافسان من أجل الهرولة لمونديال جنوب أفريقيا، للحصول على كأس الخيبة الثقيلة، التى سيتجرعها، حتما، العشاق الملهبين، لأحد الفريقين.. القصة، جوهريا، تافهة وسخيفة ومكررة. حدثت وتحدث وستحدث، فى ملاعب كرة القدم، التى تضم فى قطاع من جمهورها، ألوانا شتى من المهوسين والبلطجية وشذاذ الآفاق، يثيرون شغبا ينتهى عادة بإصابات وحرائق وتحطيم ممتلكات، وأحيانا قتلى، ثم تخمد الأمور. لكن عندنا، تدخلت عشرات العوامل، لتحول المشكلة، التى هى أصلا فى حجم رأس الدبوس، إلى مستنقع موحل، يفيض بالسخائم، يتسع يوما بعد يوم، والأدهى أنه يجذب له الكثير من ذوى الياقات البيضاء، يلقون بأنفسهم داخله، وهم يدقون الطبول ويرفعون شعارات «الكرامة» و«الوطن» و«الشقيقة الكبرى»، ويطالبون بالثأر، ومواصلة حرب الكراهية المقيتة.

بداية، لا أحد يستطيع تبرير ذلك الخبر الكاذب، الفظيع، الذى نشرته إحدى الصحف الجزائرية، والذى يزعم وجود قتلى جزائريين عقب مباراة القاهرة، وهذا الخبر، فى تقديرى، هو أصل الفتنة.

وطبعا، لم يكن من اللائق أن ترسل الجزائر بأشد المشجعين شرا إلى مباراة الخرطوم.. ومن الممكن تعديد أخطاء أخرى، كبيرة وصغيرة، اقترفتها عناصر جزائرية. وفى المقابل، يليق بنا أن ننظر إلى المرأة لنرى أنفسنا. إحدى جرائدنا كتبت فى صفحتها الأولى «الجزائر صدرت لنا الكراهية والعاهرات»، وهنا لابد أن نتوقف عند وصف «العاهرات» المقيت، وأن تشد أذن كاتب هذا «المانشيت»، وأن يقال له «عيب، عندنا آلاف الجزائريات، هن أمهات لمصريين، ومنهن أساتذة جامعات، وطبيبات، ومهندسات»، ولا يتسع المجال هنا، لحصر تدنى الكثير من جرائدنا، فى هذا الشأن.

بعيدا عن وسائل الإعلام، ببرامج قنواتنا التى انساقت للمستنقع، وتركت حبل الاتصال بها على الغارب، لكل من يريد أن يشتم ويستعرض جهله بالتاريخ والواقع، نفاجأ بأن هستيريا العداء للجزائر أصابت قطاعات غير كروية، ولا علاقة لها بالرياضة، فها هى إسعاد يونس، بعد ممدوح الليثى وأشرف زكى، تصدر مثلهما، بيانا انفعاليا، تعلن فيه مقاطعة مؤسستها، لكل ما يمت للجزائر بصلة، والأدهى أن يباغتنا بعض المحامين بصورتهم العنترية، وهم يحرقون العلم الجزائرى، وتصل المهزلة إلى حد مطالبة عدة أعضاء من مجلس محلى الجيزة، برفع اسم الجزائر عن أحد الشوارع وأحد الميادين، واستبداله باسمى «حسن شحاتة» و«متعب».. آن الأوان لأن يقول أحد: «اردموا هذا المستنقع أو على الأقل لا تنزلقوا بداخله».

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات