أجمل الأمهات - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 6:36 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أجمل الأمهات

نشر فى : الثلاثاء 24 مارس 2009 - 10:29 م | آخر تحديث : الثلاثاء 24 مارس 2009 - 10:29 م

 عاشت حياتها يتيمة منذ طفولتها، تزوجت مرتين، لكنها لم تنجب، ومع هذا أصبحت «أما» على الشاشة طوال ربع القرن، ووالدة لمعظم النجوم فى أكثر من مائة وثلاثين فيلما..

إنها فردوس محمد التى تعتبر حالة فريدة فى تاريخنا السينمائى، فهى تبدو كما لو أنها جاءت للحياة لتغدو من أجمل الأمهات فى عالم الأطياف، لا تثير الإعجاب بإتقانها للأداء، ولا يحس المرء بأى أثر للصنعة، ذلك أنها تنفذ إلى روح المشاهد بفضل ما تتمتع به من صفاء العواطف ووضوحها، فضلا عن «حالة» هائلة من التناغم مع نفسها، ومع ما حولها، فإذا جلست على أريكة تعد «فنجانا» من القهوة، يخيل إليك أنها تواظب علي ما تفعله منذ زمن بعيد، وأن فنجان القهوة هو أفضل مباهجها.. وإذا ارتدت ملابس فلاحة وقعدت تعمل أمام الفرن، تقتنع أنها فلاحة، أمًا عن جدة، وإذا لفت الملاءة حول جسمها وسارت بها فى الحارة تبدو الملاءة كما لو أنها جزء لا يتجزأ من شخصيتها، وهى نفسها جزء لا يتجزأ من الحارة.

فى أفلامها، تجسد فردوس محمد الخيط الأبيض، أو منطقة النور.. تكشف مناطق الظلال، والعتمة عند بقية الشخصيات، عيناها تفيضان بالرحمة، محبتها تحتضن الجميع، ترى فيهم ما يستحق الدعاء لهم، من قلبها، إنها النقاء وحسن الظن، والمفارقة الإنسانية، فى الكثير من أفلامها، تكمن فى خوف الابن، مهما وصلت درجة انحرافه، من أن تعرف حقيقته..

فى «الأخ الكبير» علي سبيل المثال، يتاجر فريد شوقى فى المخدرات، ويرأس عصابة، ولكن أمام والدته، فردوس محمد، التى تكن له محبة وثقة، يشعر فى جانب من قلبه بالذنب، ويدرك أنه ذهب بعيدا فى عالم الجريمة-، ويخشى أن تعرف الحقيقة، فهى الضمير الحى، البسيطة والقوية فى آن، مناخ الرحمة يشيع فى المشاهد التى تظهر فيها، لذا فإن الجمهور أحبها حبا خالصا، فكل فرد وجد فيها جانبا شخصيا أثيرا، صادقا، يوحى بالسكينة، يذكره بوالدته.. كل عام وكل الأمهات بخير.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات