اليقظة.. والخمول - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 7:10 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اليقظة.. والخمول

نشر فى : السبت 23 يناير 2010 - 9:37 ص | آخر تحديث : السبت 23 يناير 2010 - 9:37 ص

 أتمنى أن يصبح الإعلام المصرى جديرا بالإشادة، أو على الأقل، من الممكن مقارنته بعالم الإعلام المتفوق المحيط بنا. لكن قنواتنا المتعددة، المتنوعة، تخذلنا المرة تلو المرة ولكن لا يكون الكلام عاما، مجردا، إليك التجسيد الواضح فى الفرق بين ثلاثة أخبار سردت عندنا، وقدمت عندهم، فى قناة «الجزيرة».

< تفجرت أزمة بين تركيا وإسرائيل، بسبب تصرف سوقى فج، قام به رجال بلطجى الحانات، ليبرمان تجاه السفير التركى، حين تعمد نائب وزير الخارجية الإسرائيلية، أن يبقى السفير التركى واقفا على باب الوزارة، لفترة غير قصيرة، ثم أجلسوه على مقعد منخفض، فى أحد الأركان، قبل إبلاغه بانزعاج إسرائيل من إذاعة مسلسل، رأت أنه معاد لها، فى إحدى قنوات التليفزيون التركى.. قنواتنا، سردت الخبر كما جاء فى وكالات الأنباء، وبصوت مذيع وقور، مع لقطة عابرة للسفير التركى، المبتسم فى حرج، جالسا أمام موظفين يحاصرونه بكراسيهم العالية..

فى المقابل، التقطت «الجزيرة» الخبر، وتعمدت ألا تكتفى بتقديمه على نحو سلبى، مثلنا، ولكنها، فى خطوة احترافية يقظة، استكملت الخبر، وسلطت الضوء على الجانب الرمادى الخفى الذى تسبب فى الأزمة، وهو المسلسل، فذكرت عنوانه «وادى الذئاب»، وتحدثت عن فكرته التى تدور حول ما درجت عليه إسرائيل من اختطاف للأطفال، ولأن «الجزيرة» ــ المثيرة للغيرة ــ تعرف قيمة الصورة، فإنها قدمت بعض مشاهد من المسلسل، حيث تطالعنا معركة داخل إحدى بنايات إسرائيل الأمنية، ومعركة تدور، بالرصاص، بين من يريد إنقاذ الوليد والخاطفين. وعلى الشاشة تظهر صورة نجمة داود، ملطخة بالدماء..

لاحقا، فى تقرير شامل، نتعرف على المزيد من مسلسلات تفضح الوجه الإرهابى لإسرائيل، ومقابلة مع مخرج تركى يتحدث عن أفلام يتم إنقاذها، تواصل مسيرة «وادى الذئاب».. طبعا، إذا قارنا بين «الجزيرة» الإخبارية من ناحية وقنواتنا مجتمعة، من ناحية أخرى، بما فيها «نايل دراما» و«نايل سينما» ستكون النتيجة مؤلمة.

خبر اغتيال عالم الذرة الإيرانى، مسعود على محمدى، قيل عندنا كمجرد معلومة، بلا مقدمات أو دلالات. ولكنه فى «الجزيرة» ــ السيئة ــ جاء فى سياق طابور العلماء الذين اغتالتهم إسرائيل، ولم يفتها بيان تخصصاتهم، وتواريخ وفاتهم، وأساليب اغتيالهم، ومعظمهم من أبناء مصر: مصطفى مشرفة ــ سميرة موسى ــ يحيى المشد ــ سعيد السيد بدير ــ سمير نجيب.. «الجزيرة» المهيمنة، تجبرنا على الاحترام.

هل كان مراسل «الجزيرة» موجودا فى «تاهييتى المنكوبة بالزلزل، أم أنه ذهب لها فورا؟ أيا كان الأمر، فإن التقارير التى قدمتها القناة، بالصوت، والصورة، واللقاءات، تؤكد أنها حاضرة فى قلب الحدث، لا تنقله بقدر ما تعيشه، بيقظة، بعيدا عن الكسل والخمول.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات