فى المسلسلات - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 12:10 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى المسلسلات

نشر فى : الأربعاء 22 أغسطس 2012 - 10:10 ص | آخر تحديث : الأربعاء 22 أغسطس 2012 - 10:10 ص

ــ فى «سيدنا السيد» الجميل، الذى يدور فى إحدى قرى الجنوب، يدور هذا الحوار العجيب، بين اثنين من الممثلين الثانويين، المفروض أنهما من الصعايدة. أولهما، صاحب شارب كث، مشعث الشعر، يقول للآخر، محذرا «جوّل هام.. كذا ولذا.. وطانى هام». يقصد «أول هام.. تانى هام». وقبل أن يكمل جملته يقاطعه زميله قائلا «ولا طانى ولاطالت». يقصد «ولا تانى ولا تالت».. بعض الفتيات يظهرن بحواجب رفيعة، ومكياج كامل، يرددن بين الجملة والجملة «واه» مخطوفة. أما الشباب، فإنهم لا يتوقفون عن ترديد كلمة «آبّه»، بفتح الألف، وشدة على الباء، ونفخة فى الهاء. لهجة الصعيد ليست على هذا النحو من الخشونة والانغلاق، ولكنه تراث متراكم من تمثيلات التلفاز.. الطريف أن بعض فرق المسرح، من الجنوب، لا يتحدثون، فى عرضهم، بلهجتهم الطبيعية، ولكن يقلدون لهجة ممثلى الشاشة الصغيرة.


ــ مع نهاية كل حلقة، من جميع المسلسلات، يصعد من أسفل إلى أعلى، طابور مسرف الطول من الأسماء، والمهن، فعقب ذكر المشارك فى التمثيل، حتى بأدوار ثانوية، تأتى أسماء العاملون معه أو معها، ومهنة كل منهم: المساعد، الماكير، الكوافير، الستايلست، ترزير الملابس.. بعد الانتهاء من الممثلين، وحاشيتهم، تأتى أسماء أصحاب المهن الأخرى، ومنها: فنى ديكور، عددهم تسعة. مدير إنتاج، عددهم ثلاثة. منفذو الإنتاج، ستة، إدارة إنتاج، ستة.. وثمة أسماء فريق الموسيقى.. وتحت عنوان «سيارات»، تتصاعد ستة أسماء.. وبالإضافة إلى مساعدى الإكسسوارات، وعددهم سبعة، تحت عنوان «بوفيه» أسماء ثمانية أشخاص، فما هى علاقة السائقين ومقدمى الشاى والقهوة والكازوزة بالعمل الفنى؟

 

ــ ما أن تختفى يسرا، أو سمير غانم من المشاهد فى «شربات لوز»، حتى يسيطر الفتور والبرود على الشاشة الصغيرة، فالمسافة، جد واسعة، بين النجمين من ناحية، وبقية الممثلين من ناحية ثانية.. فهل يرجع السبب إلى فارق الموهبة، أم إلى درجة اهتمام المخرج؟

 

ــ فى تأليف المسلسلات، هناك فارق بين الإبداع والتخليق. أول شروط الإبداع، أن تتدفق الأحداث، على نحو منطقى، يأتى الحدث تلو الآخر، بحكم الضرورة، وأن تكون الحوارات مكثفة، موجزة، تعبر عن المتكلم، وعن من يوجه له الحدث، وتتقدم بالانفعالات خطوة للأمام.. أما التخليق، قرين الافتعال، فإنه يعتمد على إقحام أحداث لا علاقة لها بمسار الأمور، مع تعمد إطالة الحوار، وأحيانا، يصل إلى حد الثرثرة، خاصة فى مشاهد المقاهى، حيث يدخل أحد الممثلين. يلقى السلام على الجالسين يردون عليه. أحدهم يصفق ليأتى النادل، يطلب مشروبا للوافد، ومن الممكن أن يستكمل صديق قصة ما، أو يواصل اطلاق نكاته.. وبهذا التخليق يمتد المسلسل إلى الثلاثين حلقة.. وهو العدد الذى لا فكاك منه، حتى لو كانت الطاقة الإبداعية من الممكن أن تتجلى فى سباعية، أو «15» حلقة.

 

ــ على استحياء، بدأت بعض المسلسلات تتحرر من أغنية البداية المقررة، وربما لم تصل موسيقى المقدمات إلى المستوى المأمول، وهى وإن كانت تعبر عن روح السيناريوهات إلا أنها لا تبرز التباين بين الشخصيات التى يتوالى ظهورها على الشاشة.. عموما، هى خطوة أولى فى المشوار الإبداعى. 

 

 

 

 

 

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات