صدق أو لا تصدق - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 6:03 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صدق أو لا تصدق

نشر فى : الجمعة 22 يوليه 2011 - 8:34 ص | آخر تحديث : الجمعة 22 يوليه 2011 - 8:34 ص

 كلمات مضللة ووقائع مختلقة وشعارات مزيفة، قد يصدقها البعض ــ وأنا منهم ــ ولكن، إن عاجلا أو آجلا، يدرك المرء أنه وقع فى مصيدة الخداع، وعليه أن يعيد النظر، ولا يصدق.

● جرت العادة على وصف ثورة يناير بأنها «سلمية»، بينما هى، مثل جميع الثورات، لم تكن سلمية أبدا. صحيح، شباب الثورة لم يرفعوا السلاح، ولم يلجأ أحدهم للعنف.. لكن الطرف الآخر، النظام، والسلطة، بمخالبها المتمثلة فى أدوات القمع الشرسة، واجهت الموقف بالعصى والرصاص والعربات المصفحة والقنابل وزجاجات المولوتوف، مما أدى إلى مصرع أكثر من ألف شاب وفقء عيون وبتر أعضاء عدة آلاف.. كانت الثورة دامية.. فكيف يقال إنها «سلمية»؟!=

● وضعت يدى على قلبى حين تناقلت الأخبار واقعة القبض على أربعة أمريكيين يقومون بالتصوير عند قناة السويس، بالإضافة لرجل تركى فوق أحد كبارى القاهرة، يصور أماكن عسكرية حساسة.

إذن، مصر مستهدفة من الجواسيس، خاصة عقب حديث بعض الغاضبين، اليائسين من العدالة المؤجلة، عن استعدادهم لغلق الممر المائى المهم.. وما أن تلاشت تهديدات أهالى الشهداء والمصابين، حتى تلاشى معها الكلام عن الجواسيس. نبهنى شاب إلى أن الواقعة من إنتاج مصنع الفزاعات، الذى لا يتوقف عن نشاطه، مثل احتمال وقوع البلاد فى حجر المتطرفين، والفوضى الشاملة، وإفلاس مصر، وتربص الأعداء بالوطن. ولأن هذا الشاب من المتبحرين فى مسائل الكمبيوتر.

لم يفته القول إن عصر «ممنوع التصوير» قد انتهى، فالأقمار الصناعية تقوم باللازم، وبطريقة أدق من الكاميرات اليدوية.

● تغيرت سياسة قنوات التليفزيون المصرى. هذا ما قيل بعد انكشاف فضائحه أيام الثورة، سواء بالمكالمات المخاتلة، المتفق عليها، التى تروج للادعاء بوجود أجانب فى ميدان التحرير، أو بتعليقات مذيعين يتباكون على نظام آفل، يصر على البقاء.. لكن واقع القنوات، الآن، يؤكد أن التغيير لم يتم. الولاءات فقط هى التى اختلفت، فما أن بدأ التباعد بين قوى الثورة من ناحية، والحكومة والمجلس العسكرى من ناحية أخرى، حتى أخذت جوقة المتملقين فى اختلاق المعاذير لرئيس الوزراء والتغنى بمآثر المجلس العسكرى حيث قام الجيش «بحماية الثورة».. هكذا كما لو أن حماية الثورة تمنح حق الاختلاف مع المجلس العسكرى.

لم يصدق شباب الثورة توبة التليفزيون المزيفة، وفى موقف مدهش، لا يخلو من كوميديا، عرضت القناة الثقافية مشهدا لعدد من مصورى التليفزيون، يطلبون الدخول إلى ميدان التحرير، لكن أعضاء اللجنة الشعبية، رفضوا بحسم، رفضا باتا.

● نغمة «إعطاء فرصة» أو «مساحة زمنية» للحكومة، أو التحقيقات، أو «المجلس العسكرى»، أو القضاء، فى ظاهرها المنطق وفى باطنها تكمن أوخم العواقب، فالمساحة الزمنية أعطت فرصة لهرب حسين سالم، وبطرس غالى، وهما من عتاة اللصوص، وقبلهما، القاتل ممدوح إسماعيل، مالك عبارة الموت، الذى لم يصدر قرار منعه من السفر إلا بعد أربعين يوما من الغرق.. أما عن طابور الفاسدين، الخطرين، أمثال زكريا عزمى، حبيب العادلى، صفوت الشريف، فتحى سرور، أحمد عز، والأخوين مبارك، فقد ترك لهم الحبل على الغارب لأسابيع طويلة، فما الذى أخفوه طوال هذه الفترة.. لقد استوعب الشرفاء الدرس: «المساحة الزمنية» لا «تعطى فرصة» إلا للمجرمين.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات