إنسان شريف - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 9:06 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إنسان شريف

نشر فى : السبت 21 أبريل 2012 - 9:00 ص | آخر تحديث : السبت 21 أبريل 2012 - 9:00 ص

تحررت السينما اللبنانية، أخيرا، من ثقل الحرب الأهلية، دليلى على هذا مجموعة الأفلام التى ظهرت حديثا، والتى تحاول مواجهة الحاضر، ولكن ظل الماضى، بمعناه الواسع، له حضوره العصى على النسيان أو التجاهل.

 

المخرج، جان كلود قدسى، يعود، بعد ما يقرب من العقدين، بفيلم «إنسان شريف» الذى يعرض الآن بصالات بيروت. من قبل حقق عمله الروائى الوحيد «آن الأوان» 1994، وفيه، نتابع بحث السيدة التى تعيش فى فرنسا، عن ابنها الذى فقدته إبان الحرب، فى لبنان.

 

«إنسان شريف» أيضا، رحلة بحث «إبراهيم»، بأداء متماسك، متفهم، من مجدى مشموشى، يعود إلى الأردن، بعد عشرين عاما قضاها هاربا فى بيروت، ومنذ اللقطات الأولى، يطالعنا بوجه مهموم، يخفى سرا، وعيون مغرورقة بدموع. ينطلق بعربته فى طرق صحراوية. يذهب إلى مؤسسة، يسأل عن سيدة اسمها «ليلى»، تؤدى دورها كارولين حاتم، وهى ذات جمال صارخ، لكن لا علاقة لها بفن التمثيل. وجهها الخلاب، الساكن، يرفض إبداء أى تعبير، حتى حين تفاجأ بـ«إبراهيم» يغمى عليها فيتهاوى قوامها الممشوق بنعومة، وعيونها الحلوة لا يرمش لها جفن. فقط تغلقهما كما لو أن النعاس داهمها فجأة.

 

أما عن سبب الإغماءة اللطيفة فيرجع لكونها تظن أن «إبراهيم» مات منذ عشرين عاما. وهو الظن الذى وقر فى عقول عشيرة الرجل. وبدوافع عدة، يقرر إبراهيم العودة إلى بلده فى الأردن، ليرى زوجته المريضة ويساعد ابنه الوحيد، الشاب، ويعلن الحقيقة الغامضة التى لا يعرفها أحد.. ويسير السيناريو الذى كتبه المخرج، وفق منطق بوليسى، تعتمد حبكته على سر، أو لغز، أو سبب هروب إبراهيم من الأردن للبنان، حيث أصبح ثريا بفضل تجارة السيارات.. طبعا، «إبراهيم» يعرف الجميع، لكن الآخرين، لا يعرفونه.. فى ورشة الابن، يمنح الأب ولده مالا وفيرا كى ينقل والدته إلى مستشفى كبير. لكن الابن، الوغد، يشترى بالمبلغ عربة حمراء، ولا يعالج والدته التى تلفظ أنفاسها الأخيرة، أثناء زيارة زوجها الهارب، الذى تظنه شبحا.

 

يسرف الفيلم فى مشاهد الدفن، والجنازة، والبكاء والعويل. ووسط هذه المندبة، يعلن «إبراهيم» عن نفسه، الأمر الذى يغضب والده، وبقية عائلته. إنهم يعتبرونه بطلا، قام بقتل «ليلى» قبل أن يتم قتله. قتلها دفاعا عن الشرف ومات فى سبيله أيضا. وفى مشهد سريالى، لا يتماشى مع أسلوب الفيلم، يرفع شباب العشيرة هراواتهم وينهالون ضربا على جسم «إبراهيم» الذى يبدو كما لو أنه لقى حتفه. لكن نراه، فى المشاهد التالية، بضمادات على أنفه، على طريقة النائب الخائب «البلكيمى».

 

خارطة العلاقات فى «إنسان شريف» شديدة الارتباك، تتابعها بصعوبة، وتخرج بنتيجة مؤداها أن «إبراهيم» هو زوج أخت «ليلى»، و«ليلى» تعرضت لاغتصاب شقيقها وأحبت بريطانيا.. هربت معه وأنجبت ابنة، أصبحت شابة،  ستقع، فى حب ابن «إبراهيم»، وتقول له «لماذا تضعون شرفكم بين سيقان نسائكم».. وفيما يبدو أن «إبراهيم» يحب «ليلى»، التى تجلس معه فى انسجام عقب زيارة قبر شقيقتها. «إبراهيم» هو الذى أنقذ «ليلى» من القتل على يد شقيقها، وهرب، بعد أن وضع جثة سائق محترق فى عربته حيث ظن الجميع أنها جثته.. وهذه، كما ترى، حبكة هزيلة، فى فيلم مرتبك، يزعم أنه يعالج قضية «الشرف»، لكنه بالتأكيد، بسبب افتعاله، لا يكسب قضيته.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات