لا أكتمك سرا ضحكت فى كمى حين طالعت صور وزير الإعلام الوقور، مستندا بيده على أحد الموظفين وقد رفع رجله اليمنى إلى الخلف، متهيئا لتخطى سلسلة الحديد الممتدة أمام مبنى التليفزيون، وعلى وجهه شبح ابتسامة يشوبها مسحة من خجل، ونظرته يمتزج فيها الطيبة وطلب الود.

خلفه موظفة محجبة فتحت فمها على مصراعيه، لا تعرف إن كانت تدعو له أو تزغرد أو تصرخ احتجاجا على يمين الوزير موظف يحمل محمولا، يتابع قدم الوزير العابرة للسلسلة. تعمد الوزير ألا يرتدى «الجاكتة» وأن يظل بالقميص ورابطة العنق كى يبدو الأمر بسيطا وسهلا.

لكن الأمر ليس بسيطا ولا سهلا، فتوابع الزلزال توالت، مجموعة من المضربين صعدوا مع الوزير إلى مكتبه لبحث أسباب الانفجار.

الواضح أن الوزير استمع للشاكيات برحابة صدر، ولجأ بذكاء إلى استراتيجية الرئيس الطيب والبطانة السيئة، وبدا الأمر فى بعد من أبعاده، كما لو أن من حول الوزير منعوا عنه معرفة حقائق، كان من الممكن أن يبنى عليها قرارات مرضية.

أما عن هذه الحقائق فإنها متباينة ومتضاربة، منها عدم صرف مستحقات العاملين، وبعضها يتعلق بأسلوب تعامل القيادات العليا مع من هم أدنى، وثمة إشارات إلى إبعاد مذيعين ومذيعات ومخرجين ومعدين عن أعمالهم وبرامجهم وإسنادها لآخرين، والأهم تلك المخاوف من التطوير القادم، الذى سيقلب الأمور رأسا على عقب.

أيا كانت الأسباب فإن السبب الوحيد الوهمى، المستبعد تماما، هو مسألة «التطوير»، فالحالة المذمنة لتليفزيوننا تعصى على أى تغيير، دليلى الدامغ على هذا ذلك الشريط المتحرك أسفل الشاشة.

والمكتوب عليه تفاهات لا تنبئ بخير، على قناة الدراما، أثناء إذاعة أحد المسلسلات، تقرأ: نينو حبيبتى وحشتينى موت أشوفك على خير، أنا الحين فى مصر جاية أتعرف عليكم. هدولة العسولة أنا بحبكم.

سلامى إلى الحاج سيد حبيب قلبى وحشتنى يا حاج.
أما قناة نايل لايف فأثناء عرض بنامج عن سيد درويش، تقرأ التالى: مرة واحد بخيل انجرح راح عمل مسد كول للإسعاف..

ما علاقة هذه النكتة السخيفة بالبرنامج، والأدهى أن تقرأ: ما مدى التوافق بين برج العقرب وبرج الثور؟.. ويسرد الشريط رأى «العراف».. بالله عليك أى تطور يدور الحديث عنه؟