يبدو أنه حان الوقت لكشف المستور عن حقيقة الدور المصرى فى الثورة الجزائرية.. هكذا قالت إحدى الصحف الجزائرية، فيما يبدو أنه استكمالا لمعركة أم درمان العظمى بين منتخبى البلدين فى كرة القدم..

وقالت الصحيفة وهى «تفضح» نظام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إن مصر «تكذب» فى ادعاءاتها بأن العدوان الثلاثى عام 1956 كان بسبب مساندتها للثورة الجزائرية، فالحقيقة قالها المرحوم بومدين، وهى أن مصر عبدالناصر هى التى استفادت من الثورة الجزائرية فى تأميم قناة السويس، لأن فرنسا التى أكلت «طريحة» عسكرية فى فيتنام 1954، جعلت ناصر يستنتج أن فرنسا لا يمكنها أن تفعل شيئا إذا أمم القناة، أى أن مصر هى التى استفادت من الثورة الجزائرية وليس العكس!

كما قالت الصحيفة
إن مصر عبدالناصر كانت «تتاجر» بالمساعدات العربية للثورة الجزائرية والتى بلغت مليارى جنيه مصرى فى الستينيات، وفرضت على قادة الثورة الجزائرية شراء بضائع مصرية لا تحتاجها الثورة الجزائرية، بالإضافة إلى تجميد صرف هذه الأموال لعدة شهور..!!

السطور السابقة هى بالقطع مجرد عينة من اتجاه جزائرى متعصب أتصور أن غالبية الجزائريين يرفضونه ليس فقط لأن مبارة رياضية ــ مهما كانت اهميتها ــ لا تستحق أن تثير المعارك والشتائم بين شعبى البلدين، ولكن لأن منطق الصحيفة الجزائرية ضعيف، فعبدالناصر الذى تاجر بأموال الثورة الجزائرية بهذه «النذالة»، لماذا أرسل الجيش المصرى لتحرير اليمن؟!.. ولماذا ساند حركات التحرر الوطنى الأفريقى بالأموال والأسلحة؟!..

ولماذا أصلا تعرضت مصر للعدوان الثلاثى إذا كانت فرنسا كما قال هوارى بومدين فى حالة ضعيفة «وأكلت» علقة فى فيتنام والجزائر.. فهل يثبت ذلك ان تحليلات بومدين غير صحيحة وإلا لما حاربت فرنسا مصر.. وهو ما يؤكد أن القاهرة لم تستفد من الثورة الجزائرية كما قالت الصحيفة الجزائرية..!!

وبالقطع كانت لمصر مصلحة فى استقلال الجزائر، التى كانت رصيدا لها فى حرب أكتوبر عندما وقفت بجانب مصر بالمال والسلاح، وهو ما لا يدركه مثيرو الفتنة فى البلدين الذين شوهوا معنى الرياضة ويريدون تشويه التاريخ وبطولاتنا القديمة بلعبة مشبوهة.
mesmat@shorouknwes.com