4 أيام مجيدة - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 7:10 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

4 أيام مجيدة

نشر فى : الأربعاء 20 يناير 2010 - 11:28 ص | آخر تحديث : الأربعاء 20 يناير 2010 - 11:28 ص

 عشرات الأفلام التسجيلية قدمت عن بناء السد العالى، تابعت، بالتفصيل، خط سير العمل، وجسدت الآمال المعقودة عليه، ولكن «4أيام مجيدة» يعتبر درة هذه الأفلام، ذلك أنه يرصد، بوعى وعاطفة، تحويل مجرى النيل، خلال أربعة أيام، من «13» إلى «16» مايو 1964.. الفيلم لا يتجاوز الربع ساعة، يكثف فيها مشوار عدة سنوات، انطلق فيها العمل الدؤوب، المدجج بالعلم والإرادة، لبناء أكبر مشروع مصرى، منذ عدة قرون.

«4 أيام مجيدة» ليس أول أو آخر فيلم يخرجه المتبتل فى محراب السد العالى، صلاح التهامى، فقبله حقق أكثر من ثلاثين فيلما، تسجل، خطوات إنجاز المشروع، وبعده، توالت أفلامه التى تبين أثر السد العالى فى ربوع مصر كلها، لذا فإن هذه الأفلام، مجتمعة، تعتبر «ديوان السد العالى»، ويستحق صلاح التهامى، لقب «المدون» الأهم، حسب تعبير شباب هذه الأيام. استفاد صلاح التهامى من أفلامه السابقة وهو يصور «4 أيام مجيدة» فى أربعة أيام، ولولا تجزئ الفيلم إلى أربعة أجزاء، كل جزء يأتى عقب كتابة تاريخ اليوم، لبدا وكأنه يدور فى ربع ساعة، ولعل أشد اللحظات إثارة تتمثل فى اللقطات المتوالية، السريعة، لآلاف الأطنان من كتل الصخور التى تنزلق فى العربات وتلقيها البواخر فى مجرى النيل القديم كى تغلقه، ليبدأ عصر جديد، مع تسلل المياه، ببطء، عبر الأنفاق، ثم تتسارع، وتزداد سرعة واندفاعا، لتشق طريقها الجديد، بقوة وصخب، مع تصاعد صفير عشرات الآلاف من العمال، الذين يقفون على جانبى النهر.. ثم تنطلق الألوان المبهجة للصواريخ المتفجرة فى الفضاء.

استخدام صلاح التهامى خمس كاميرات، تسجل اللحظات التاريخية فى وقت واحد، من مواقع مختلفة، وبأحجام متباينة للقطات، وتمكن مع مونتيره الكفء، محمد نبيه، من سرد الفيلم على نحو تتوالى فيه اللقطات المتوسطة لحركة المياه، بعد اللقطات العامة، البعيدة، ثم تقترب الكاميرات من المياه المقتحمة، الصاخبة، فى مجراها الجديد، مكتسحة فى طريقها السدود الرملية، فيكاد متابع الفيلم يحس بأنه وسط المكان، وأن المياه تلمس أقدامه.

شريط الصوت، فى الفيلم، يتكون من خمسة عناصر: موسيقى مصاحبة تتنوع بين الرقة والعذوبة، وقوة المارشات العسكرية، وهناك المعلق ــ سعد لبيب ــ يلقى، بصوته الرصين، الصادق، معلومات تاريخية وعلمية، ومن قلب الموقع تتصاعد صيحات آلاف العمال، وثمة صخب المياه فى هوس اندفاعها وتدفقها، فضلا عن صوت عبدالناصر الذى يقول فى خطابه «يا رجال مصر ويا نسائها وأطفالها، هنا، أمام الدنيا كلها، رمز حى لإرادتكم وتصميمكم ومقدرتكم على العمل والفداء».

«4 أيام مجيدة» يحمل شحنة هائلة من الثقة فى الذات، لا شك عندى أن الغبار سينفض عنه، يوم ينهض الشعب المصرى كله، ويلتقى حول مشروع قومى كبير.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات