السائح - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 5:18 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السائح

نشر فى : السبت 18 ديسمبر 2010 - 9:39 ص | آخر تحديث : السبت 18 ديسمبر 2010 - 9:39 ص

 يعتمد هذا الفيلم على أداء إنجلينا جولى، هى البطلة بلا منازع برغم وجود جونى ديب إلى جوارها، والاثنان من كبار نجوم هوليوود. «إنجلينا» هنا، تؤدى دور امرأة بالغة الأناقة، باردة وساخنة فى آن، ذات ابتسامة غامضة، ونظرات لا يمكن سبر غورها، أحيانا تبدو مهيأة للحب، سهلة المنال، وأحيانا تعطى إحساسا أن قلبها كجلمود صخر. إنها رقيقة وقاسية، تتابعها كاميرا مراقبة وهى فى طريقها للجلوس فى مقهى. ساعى البريد يسلمها رسالة، نقرأ معها سطورها القليلة التى تتضمن اعتذار عشيقها السابق «ألكسندر» عن ما فعله معها، ويطلب منها أن تسدى له خدمة أخيرة: تركب القطار والمتجه لفينيسيا، وتتعرف على رجل فى طوله، كى تضلل مطارديه المكلفين باصطياده، ولا يفوتها، قبل مغادرة المقهى أن تحرق الخطاب.. أكثر من مراقب يندفع نحو طاولتها الخالية ليأخذ رماد الرسالة، وعن طريق مواد كيماوية، وبرامج كمبيوتر، تتمكن الجهة الرقابية من قراءة الرسالة المحترقة.

«السائح» يمزج بين عدة أنواع فيلمية: شىء من أعمال التجسس، وعناصر من أفلام المافيا، ولا يخلو من مواقف رومانسية، ومن الممكن إدراجه فى نمط أفلام الحركة، ولا تفوته بعض الإشارات السياسية، والفيلم فى هذا يبدو كمن يجرى وراء عدة أرانب فلا يطول أيا منها.

«إنجلينا» أو «إليز» ــ حسب اسمها فى الفيلم ــ تركب القطار، ويتم مراقبتها عن طريق المخبرين فى أفلامنا المصرية.. تتلفت وهى تسير فى الممرات بحثا عن رجل فى طول عشيقها «ألكسندر». أخيرا ترى «جونى ديب»، بشارب وسكسوكة وشعر رأس طويل. تجلس أمامه، تعرف أنه سائح أمريكى اسمه «مارك»: مدرس رياضيات قادم إلى مدينة الجداول المائية للاستشفاء من حب فاشل. علامات الدهشة الممتزجة بالآمال الذكورية ترتسم على وجهه حين تقوده إلى فندق بالغ الأبهة، وتخطر موظف الاستقبال أنها و«مارك» سينزلان فى ذات الجناح.. أمام نافذة تقبله قبلة ساخنة، الرقباء يلتقون لهما عدة صور. وبينما هو يتهيأ لاستكمال ما بدأ، تدخل حجرة النوم وتغلق الباب، يحاول فتحه لكنها أغلقته بإحكام، يضطر للنوم على أريكة.. ومن ألطف مواقف الفيلم، حين يندمج معها فى قبلة ساخنة، ولكن جلبة النادل، الذى يحضر طعام الإفطار توقظه من الحلم الجميل، ويخطره أن المرأة غادرت، ودفعت الحساب.

المراقبون يستمرون فى عملهم، ينتمون إلى أكثر من جهة: الشرطة الأمريكية مع الإنتربول، للقبض على «ألكسندر» المتهرب من دفع ضرائب تبلغ «774» مليون دولار. وثمة عصابة روسية، من مخلفات الحرب الباردة، رئيسها ضخم الجثة، شديد القسوة، يقتل بدم بارد، كوَّن ثروة طائلة من القمار والدعارة، وكان يثق فى تابعه «ألكسندر» الذى سرق منه مليارات الدولارات، وها هى ساعة تصفية الحساب دقت، وهو، شأنه شأن الشرطة الأمريكية، يدرك أن «إليز» هى الطريق إلى الهارب.. «إليز» هى عميلة المباحث المدربة، ولكن مشكلتها أنها تقع فى حب مَن تستدرجه إلى فخها، كما حدث مع ألكسندر.. ينغمس الفيلم فى مطاردات طويلة، بين الجداول، وفوق أسطح المنازل. تنتهى بقتل الروسى الشرير، واكتشاف أن «السائح» ما هو إلا «ألكسندر» بعد أن أجرى عمليات تغيير ملامح. يترك شيكا بالضرائب وينطلق مع «إليز».. إنه فيلم خفيف، باهت، تشوبه البرودة، ملامح جامدة من جونى ديب، ولا تشفع له ابتسامة إنجلينا جولى.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات