حميدة.. حايك - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 9:49 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حميدة.. حايك

نشر فى : الأربعاء 18 نوفمبر 2009 - 9:29 ص | آخر تحديث : الأربعاء 18 نوفمبر 2009 - 9:29 ص

 بإعزاز، أشارت سلمى حايك إلى دور «حميدة» الذى جسدته فى «حارة المعجزات» المأخوذ عن رواية «زقاق المدق» لنجيب محفوظ. كان الدور بمثابة جواز مرور سلمى حايك إلى السينما العالمية، ذلك أنها، بفضل موهبتها، وقراءتها العميقة للرواية.

بالإضافة لتوجيهات المخرج المكسيكى، جورج فونسى، تمكنت من التعبير ببراعة عن نموذج من النساء يتجاوز المحلية المصرية، والطابع المكسيكى، فيغدو عاما، قد تلتقيه فى أى مكان.

بأسلوبه الرفيع، وفهمه الرحب، توغل نجيب محفوظ فى أغوار بطلته ورصد ملامحها الخارجية، وطبعا، جاءت عباراته الناصعة، الملهمة، لتقول «فتاة مقطوعة النسب معدمة اليد، ولكنها لم تفقد قط روح الثقة والاطمئنان، ربما كان لحسنها الملحوظ الفضل لبث هذه الروح القوية فى طواياها.

ولكن حسنها لم يكن صاحب الفضل وحده، كانت بطبعها قوية لا يخذلها الشعور بالقوة لحظة فى حياتها، وكانت عيناها الجميلتان تنطقان أحيانا بهذا الشعور نطقا يذهب بجمالها فى رأى البعض، فلم تفتأ أسيرة لإحساس عنيف يتلهف على الغلبة والقهر ويتبدى حرصها على فتنة الرجال».

ثلاثة عقود تفصل بين «زقاق المدق» الذى أخرجه حسن الإمام 1964، و«حارة المعجزات» الذى قدمته السينما المكسيكية، وربما كانت المسافة الزمنية بين الفيلمين من الأسباب التى أدت إلى تلك الاختلافات فى الأداء بين نجمتنا المصرية وسلمى حايك، فبينما عبرت شادية عن طباع «حميدة» بأداء خارجى يغالى فى الحركة باليدين والتثنى وهز الردفين أثناء المشى، تعمدت سلمى حايك أن تعبر عن أعماق «حميدة» بالنظرة واللفتة، فإذا كانت شادية تعلن عن نفسها فإن سلمى توحى، تقدم وعودا، بعينيها، لكل من يرغب فيها نزعة «الغواية» كما أدتها شادية مقصودة، يشوبها الافتعال.

ولكنها عند سلمى حايك عفوية، طبيعية، تأتى من جوهر شخصية «حميدة» كما رسمها نجيب محفوظ الذى يصف مشوار حياتها بقوله «كانت تنحدر إلى مصيرها المحتوم لا يعوقها من وازع إلا ما يعوق المنحدر إلى الهاوية من دقائق الحصى».

وعلى طول الفيلم المكسيكى، تشعرنا سلمى حايك، أنها، برغم قوتها، وبسبب اختياراتها الخاطئة، تسير نحو حتفها، نعم لا تموت، ولكن الرجل الوحيد الذى أحبها من كل قلبه، يلفظ أنفاسه الأخيرة قتيلا بين يديها، وهى نفسها، أصبحت مسخا بعد أن أدمنت المخدرات. سلمى حايك، لا يفوتها أن تبدو فى بعض المشاهد، مدركة للدرك السفلى الذى ستصل له، فتنطفئ أشعة البهجة فى عينيها.. حميدة، فتحت الآفاق أمام سلمى حايك.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات