فتنة التسخين - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 8:34 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فتنة التسخين

نشر فى : الأربعاء 18 أغسطس 2010 - 11:07 ص | آخر تحديث : الأربعاء 18 أغسطس 2010 - 11:07 ص

 ارتفع مستوى المسلسلات، وانخفض مستوى البرامج. هذا ما تنطق به شاشة رمضان، فعلى العكس من التنوع فى أنواع وتوجهات المسلسلات، تكاد البرامج أن تتطابق جوهريا، مع بعض الاختلافات الصغيرة، القليلة، شكلا.

وربما يرجع سبب ذلك التشابه إلى نزعة الإثارة التى غدت هدفا عند معظم مقدمى البرامج، فالمذيع «الشاطر» هو من يستطيع إحراج ضيفه، واقتحام مياهه الخاصة، والكشف عن مناطق شائكة، وفتح ملفات مغلقة، أما المذيع «الأشطر» فإنه من يستطيع جمع خصمين فى برنامج واحد، ويتجلى نجاحه فى قدرته على إحداث صدام، مع تبادل اتهامات، بين الضيفين.

وأحيانا، يستعين البرنامج بأكثر من مذيع، ينفرد كل واحد بضيف، ويحاول إثارته ضد الضيف الآخر. عندئذ يصبح معيار نجاح البرنامج متوقفا على مدى «سخونة» الحوار الذى يتحول، فى معظم الأحيان، إلى مهاترات، وتجريح.. وإذا كانت الرغبة فى التسخين، بأى ثمن وأى طريقة، بدأت منذ سنوات، وكانت ملفتة للنظر فى «حوار صريح جدا» الذى تقدمه منى الحسينى، وانتقل إلى برنامج أقل وطأة، تقدمه دينا رامز، بعنوان «أسمع كلامك».

فإن بعض البرامج الأخرى، نسجت على منواله، مع شىء من الاختلاف الطفيف، الذى لا يخلو من ذكاء، مثل «دوام الحال» الذى تقدمه لميس الحديدى، وتعتمد فيه على ضيوف أصيبوا بنوبة أو نوبات من حظ عاثر، نقلتهم من حال لحال، مثل غادة ابنة حسام أبوالفتوح أو شوبير، أما عمرو الليثى فيحاول فى برنامج «أنا» أن يضفى بالديكور السماوى والموسيقى الرقيقة جوا من الرومانسية على ضيوفه الذين يتحدثون عن حياتهم، والذين شاهدناهم مرات عدة، فى برامج أخرى، مثل مرتضى منصور، الذى لم تفته فرصة تصفية حساباته، كعادته، مع بعض خصومه.

ولأن النجوم، سواء فى مجال التمثيل أو الرقص أو الغناء، وجوه محببة عند الجمهور، لذا أصبحت يسرا ودينا وسمير غانم وأبوالليف، من الضيوف المتكررين فى البرامج.. أدت فتنة «التسخين» بالممثلة انتصار إلى حرق برنامجها «فبريكانو» بعد أول حلقة، فالمتفرج يعرف لعبة ادعاء شخص أنه صديق قديم للضيف. دليله تلك الصور المفبركة. وبعد أن يثور النجم ويتطاول على المدعى، تكشف انتصار السر. البرنامج، لا يتحمل سوى حلقة واحدة.

كل هذا فى كوم، وبرنامج «اثنين X اتنين» فى كوم آخر، فهل من المعقول أن اثنين من أصحاب القامات العالية والأسماء الكبيرة أن يوقعا بنفسيهما على صفيح ساخن. أقصد وائل الإبراشى ومجدى الجلاد.

برنامجهما الصغير يؤجج خصومة بلا معنى بين آثار الحكيم وإيناس الدغيدى، وبينما ابتسامة الظفر ترتسم على وجهيهما، يبدو الإحباط فى عيونهم حين يفشلا فى الإيقاع بين أحمد عدوية وأبوالليف اللذين أثبتا، بعفوية وبصيرة وصدق أولاد البلد، ما هو جدير بالتحية والاحترام.


كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات