أهواك - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 7:18 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أهواك

نشر فى : السبت 17 أكتوبر 2015 - 9:40 ص | آخر تحديث : السبت 17 أكتوبر 2015 - 9:40 ص

ليس بالضرورة أن يتطابق مزاج الجمهور مع معايير النقاد، فأحيانا، يلقى الفيلم نجاحا واسعا، بينما يفشل على المستوى النقدى، أو على الأقل، لا يلقى، فى الصحافة الفنية ذات الترحيب الذ ىحضى به فى صالات العرض.. ولعل «أهواك» نموذجا لهذا الوضع، وبالتالى يغدو على الناقد، تفسير تلك الحالة.

على الأرجح، وجد الجمهور فى «أهواك» ما يفتقده فى حياته اليومية، وربما، فى الأفلام الأخرى، فهنا، فى «أهواك»، بيوت ساحرة، أثاثها على درجة كبيرة من الفخامة، نظيفة مرتبة، جيدة الإضاءة، واسعة الأرجاء.. الشوارع خالية من الزحام، الطريق من القاهرة إلى الغردقة خلاب، تنساب فوقه السيارات بنعومة.. المهن التى يعمل بها الأبطال تجعلهم على مستوى مالى مرتفع.. إما طبيب تجميل، مثل شريف «تامر حسنى»، أو رجل صفقات ناجح، مثل حمزة «محمود حميدة».. أو طالب فى كلية الفنون الجميلة، مثل أحمد «أحمد مالك»، وزميلته، بسنت «إلهام عبدالحميد»، ثم والدتها، رنا «غادة عادل»، صاحبة محل تجارى فى منطقة راقية.

الفيلم، يخلو من العنف، يأتى من دون زعيق أو شتائم أو تكاتك أو ضربات شوم وسنج، ويتحاشى الحوارى والأزقة، بما فى ذلك الفرح إياه، براقصاته البدينات، فالتات العيار، والمطرب الذى يجأر بالغناء.

هذا الاختلاف عن السائد، فى الحياة وعلى الشاشة، فى تقديرى، هو الذى أدى إلى رواج الفيلم فى شبابيك دور العرض، وإقبال العائلات، مكتملة، على مشاهدته، خاصة أنه برغم احتوائه على أكثر من قصة حب يأتى «معقما» خاليا من الأحضان والقبلات والذى منه.

ينتمى «أهواك» إلى كوميديا «الفودفيل» المعتمدة على اللبس، وسوء الفهم، وانقلاب المواقف، والمفاجآت، وهو نوع من الكوميديا، موغل فى القدم عندنا، سواء فوق خشبة المسرح، أو على شاشة السينما.. ومنذ البداية يحدد المخرج، كاتب السيناريو، اتجاهه: جراح التجميل، تامر حسنى، يذهب مع شقيقته نجوى «أمل رزق»، لخطبة الفتاة الصغيرة، وهو لا يعمل أن ابن شقيقته يحبها.. اللقاء الأول، فى الصالون، يأتى عاصفا، يبرز الفوارق النفسية بين أبطاله، فضلا عن تلك الطرافة فى الحوارات الحادة، المتضاربة، التى يصوغها محمد سامى، الكاتب المخرج.

والدة الفتاة، العصبية، المطلقة، بأداء متوازن من غادة عادل، تصب جام غضبها على ابنتها، لأن الأخيرة قامت بدعوة الضيوف من دون أن تخطرها.. ويضيف الفيلم للجلسة الساخنة، شخصية لأن الأخيرة قامت بدعوة الضيوف من دون أن تخطرها.. ويضيف الفيلم للجلسة الساخنة، شخصية نارية، اسمها بهيرة، تجسدها «انتصار»، التى لولا خفة ظلها، لما كان لها ضرورة فى العمل.. المفارقة تأتى خلال نفاذ سهم الحب إلى قلب جراح التجميل.. وقع فى غرام الأم العنيفة.

يعتمد الفيلم على اختلاف الطباع، فالابنة تتصرف على نحو عشوائى، الأمر الذى يتناقض تماما مع سلوك والدتها، الشديد الانضباط.. البنت، المسافرة مع والدتها، وبهيرة، إلى الغردقة، تدعو الطبيب إلى مصاحبتهم.. وهناك تتوالى المواقف المحرجة، النابعة من تواجد غريب، فى فيلا سيدة مطلقة، خاصة بعد أن ينجح، بألاعيبه فى إعادة الجميع إلى القاهرة، فيما عد الأم المحبوبة.

المواقف، من دون أحداث، تتوالى باردة، باهتة، لكن الفيلم يتوهج فجأة، بظهور طليق الأم، الرجل الماجن، الأقرب للأطفال، المتسيب، الذى أورث ابنته التصرفات العشوائية: حمزة، بأداء كوميدى أخاذ من محمود حميدة، المتوهج بالنشاط الانفعالى، يذكرنا، فى لمساته الإبداعية المنطلقة، بسحر روبرت دى نيرو.. هنا، يريد حميدة استعادة طليقته، غادة عادل، بوساطة من غريمه الطبيب، وهو، فى سبيل تحقيق رغبته، لا يتوانى عن البكاء، معربا عن إحساسه بالظلم والاضطهاد.

المشكلة أن محمود حميدة، فى ظهره المحدود، يرتفع بالفيلم، ويجعله أكثر امتاعا، ولكن، حين يختفى، يعود العمل إلى ذات الوتيرة الباردة.

«أهواك»، الذى ينتهى نهاية مفتوحة، فيما عدا ارتباط الشاب الصغيرة، أحمد مالك، بالفتاة التى تلائمه، إلهام عبدالبديع، قد يكون مجرد رقما يضاف لعدد الأفلام المصرية، لكن يحسب له، أنه بتوليفته المتواضعة، وابتعاده عن السينما السائدة، استطاع إرضاء قطاع لا يستهان به من الجمهور.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات