عائلة ميللر - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 8:26 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عائلة ميللر

نشر فى : الثلاثاء 17 سبتمبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 17 سبتمبر 2013 - 8:00 ص

القلق، سيد الموقف فى بيروت، فالخوف من تداعيات الموقف فى سوريا، لم تخففه عباءات الطمأنة الكاذبة، المستفزة، التى أعلنها أوباما بقوله إن الضربة المواجهة للبلد المجاور، ستكون محدودة، سريعة، وبالصواريخ فقط.. وبرغم تراجع الرئيس الأمريكى عن تهديداته أو تأجيل تنفيذها، فإن السياحة لم تعد لانتعاشها، ومطاعم ومحلات السوليدير خاوية أو مغلقة، وصالات العروض السينمائية لا يتردد عليها سوى نفر قليل، خاصة أن أفلامها، إجمالا، تتراوح بين «الأكشن» المعهود، و«الكارتون» الذى أخذ يفقد سحره.. لكن يبدو أن جمهور السينما، المتعطش لشىء من البهجة، أدرك بإحساس لا يخطئ، أنه سيجد ضالته فى كوميديا «عائلة ميللر»، فأقبل بحماس على مشاهدته. ولم يخيب الفيلم توقعاته.

«عائلة ميللر» موكنة من أربع شخصيات، لا علاقة بينهم، ذلك أن تاجر المخدرات القطاعى، ديفيد، المهدد من التاجر الكبير، عقب سطو عصابة على نقود ديفيد ومستحقات التاجر الكبير الذى يطلب من التاجر القطاعى إحضار شحنة مخدرات ضخمة من المكسيك، كى يعفو عنه، فضلا عن منحه نصف مليون دولار.. ديفيد، يجمع أفراد أسرته المزعومة من الحثالة: «روز»، راقصة تتعرى فى الملاهى الليلية الرخيصة.. «كين»، فتى شبه متخلف عقليا، يسكن فى ذات البناية التى يقطنها ديفيد... و«إما»، فتاة الشوارع الفاسدة، التى لا خلق لها، المستهرة. تؤدى دورها إما روبرتس، ابنة أخ جوليا روبرتس، التى ورثت جينات الموهبة من عائلة روبرتس.

الفيلم قد يبدو بسيطا، ينساب بمنطق صحيح، كل مشهد يؤدى إلى ما يليه، ومواقفه تتدفق بلا افتعال، وحواراته مختزلة، مكثفة، تعبر عن كل شخصية بدقة، وتدفع الأمور للأمام.. الواضح أن السيناريو، نتاج ورشة مكونة من أربعة موهوبين، أعيد كتابته عدة مرات، ليصل إلى حد الاكتمال، محققا عدة أهداف فى آن، ربما جاء فى مقدمتها، ذلك التقدير الرفيع لقيمة الأسرة، فبعد المرور بالعديد من المآزق، يدرك شذاذ الآفاق، أن الأسرة هى الدرع الواقية من المحن والخطوب، والفيلم فى هذا يرصد على نحو مرهف. تنامى علاقات المحبة بين هؤلاء الحثالة، خاصة حين يتعرض الفتى المتخلف لقرصة حشرة، فى مكان حساس، يجعله يجأر بصراخ، يهز أفئدة الجميع.

المخرج، راوسون مارشيل تيربر، المتفهم لوسائل التشويق، بإثارة القلق والتوتر، ولعبة الإنقاذ فى اللحظة الأخيرة، يجيد تجسيد أجواء المكان، على نحو يعبر، بقوة ووضوح، عن طبيعة سكانه، فحين تصل الأسرة إلى قرية المخدرات فى المكسيك، نشهد معهم، دوائر التراب تعلو المنطقة. عشرات العمال يغلفون المخدرات. رجال اكتست وجوههم بملامح الشر.. فى المقابل، يطالعنا رئيس العصابة الأمريكى، يعيش فى بلورة نظيفة، أنيقة، تحت ماء حمام سباحة متسع الأرجاء. لكن مسار الأحداث يبين بجلاء ما تنطوى عليه روحه من خسة وفساد. إنه أسوأ من المكسيكيين المنحرفين.

يأخذ «عائلة ميللر» شيئا من «أفلام الطريق» فالشطر الأكبر منه يدور داخل عربة الكارفان التى تحمل الأسرة إلى المكسيك.. وفى الطريق، تتعرض لمواقف متوالية من الخطر، ويلتقى راكبوها نماذج بشرية متباينة التوجهات، مما يمنحه مزيدا من الحيوية، فضلا عن مفارقات كوميدية، خففت من عناء جمهور قلق، لا يعرف ماذا يخبئه الغد.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات