الإبيارى - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 9:38 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإبيارى

نشر فى : الثلاثاء 17 مارس 2009 - 10:03 م | آخر تحديث : الثلاثاء 17 مارس 2009 - 10:03 م

 يحيرنى هذا الرجل، عشرات الأغانى التى أحببتها، والمشاهد السينمائية التى عاشت فى ذاكرتى، وحوارات أفلام أكاد أحفظ بعضها، اكتشفت أنها من إبداعه، فهو من ذلك الطراز النادر، المتنوع المواهب، الذى أصبح جزءا من تاريخ الفن المصرى، ساهم بكتاباته اللامعة فى إبراز قدرات طابور طويل من المخرجين والممثلين والمغنين.

فعلى سبيل المثال هو الذى كتب أكثر الحوارات جمالا وإشراقا وذكاء لأفلام بركات وحسن الإمام وأنور وجدى وحسين فوزى، وهو الذى ساهم فى إطلاق الطاقة الكوميدية لفريد الأطرش فى «عفريتة هانم» و«آخر كدبة» ومنح محمد فوزى قدرا كبيرا من خفة الظل فى «فاطمة وماريكا وراشيل» و«ابن للإيجار»، وأضفى جوا حميما من المرح والبهجة على كمال الشناوى وعمر الحريرى وعبدالمنعم إبراهيم وبقية المشاركين فى «سكر هانم»، أما اسماعيل ياسين فيعتبر، فى بعد من أبعاده، إبداعا إبياريا خالصا.

أبوالسعود الإبيارى، خريج مدرسة الحياة، الذى عايش نجوم «بديعة مصابنى»، استوعب بقلبه الكبير وأفقه الواسع، مختلف الأحاسيس، وعبر عنها شعرا سلسا رقيقا، مليئا بصور تعبر بحيوية عن مشاعر المغنى أو المغنية، فأشواق البنات المترعة بالأمل تتجسد أمامنا حين نسمع ليلى مراد فى «قلبى دليلى» وهى تردد «الدنيا جنينة.. وإحنا أزهارها / فتحنا عنينا.. على همس طيورها / مين راح يقطفنا.. مين راح يسعدنا / دى النار فى قلوبنا.. لونها فى خدودنا».

تتجلى خبرة أبوالسعود الإبيارى فى «الاسكتشات» التى يرصع بها أفلام الكوميديا حيث تبدو كلماته كما لو أنها ملحنة فعلا، ذلك أنها تتسم بإيقاع يوحى بالحركة من ناحية والموسيقى المصاحبة من ناحية، وطبعا نتذكر «معانا ريال.. ده مبلغ عال.. مش بطال» التى تغنيها فيروز وهى ترقص مع أنور وجدى، عازف الترمبه، فى «ياسمين»، ولعل اسكتش المجانين فى «المليونير» أن يكون من أكثر الاسكتشات مرحا فى الأفلام المصرية.

أبو السعود الإبيارى الذى ولد عام 1910 ورحل فى 17 مارس 1969، ترك لنا تراثا من البهجة المتجددة.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات