نحو المزيد من الجمعيات - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 4:56 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نحو المزيد من الجمعيات

نشر فى : السبت 16 يناير 2010 - 10:05 ص | آخر تحديث : السبت 16 يناير 2010 - 10:05 ص

 قبل توزيع جوائز الفائزين فى مسابقة ساويرس الثقافية، توالت على الشاشة، أسماء الجمعيات الثقافية، التى نهضت فى مصر، منذ أكثر من قرن، ولا نكاد نعرف عنها إلا أقل القليل، وبعضها، تاه فى غياهب النسيان.. إنعاش الذاكرة بهذه الجمعيات، الآن، يعيد شيئا من الآمال الضائعة عند اليائسين بسبب ما يحدث فى مصر الحاضر، من تجريف للثقافة والاقتصاد والسياسة، والمحاولات اللحوحة لتحطيم المصابيح الفكرية المضيئة كى يستسلم الجميع لقوى الظلام. إن هذه الجمعيات، بتواريخ ولاداتها المبكرة، تثبت أن من المصريين، دائما، من يبنى، سواء فى البشر أو على الأرض، ومن يدفع البلاد، وهى تتخبط فى الأنفاق المظلمة، نحو النور.

أولى هذه الجمعيات، كما ظهر على الشاشة «جمعية المعارف» عام 1868، وهدفها «نشر الثقافة»، ورئيسها «محمد عارف باشا»، وقبل الاحتلال البريطانى لمصر بسنوات قليلة، ينشئ البطل الوطنى عبدالله النديم «الجمعية الخيرية الإسلامية» 1878، وهدفها «نشر الثقافة عن طريق فتح المدارس والتمثيل المسرحى»، هكذا يرتفع الرائد المكافح بمكانة التمثيل المسرحى ويربطه بالمدارس، ويضع الاثنين فى «الجمعية الخيرية». ثم تأتى «جمعية المساعى المشكورة» 1802، التى أسست «20» مدرسة فى نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين فى المنوفية وأسسها محمود باشا أبوحسين. ثم «جمعية الاقتصاد القبطية» وهدفها نشر الآداب والفنون وأسسها يعقوب بك نخلة.

وفى العام 1894 تكونت «جمعية الابتهاج الأدبى»، التى أسسها سليم عطا الله بالإسكندرية، وهى جمعية مهمة، فى مجال المسرح، خاصة بعد أن انضم لها أمين عطاالله، شقيق مؤسسها، وقدمت العديد من العروض المسرحية الكوميدية، ولا نعرف إذا كان لها علاقة بفيلم عادل إمام الجديد «فرقة عطاالله» أم لا. وبعد عقد ونصف العقد من الاحتلال تكونت «الجمعية الأهلية لإنشاء الجامعة المصرية» 1908، من مصطفى كامل، سعد زغلول، يوسف أرتين، لطفى السيد، وهى الجمعية التى تطورت لتصبح، فيما بعد، الجامعة المصرية، قبل أن تغدو «جامعة فؤاد» ثم «جامعة القاهرة». هنا، نلمس مواجهة العالم بالعلم والمعرفة، كما نلمس الإيمان بالفن، فى ارتقاء الأمم، خلال «جمعية محبى الفنون الجميلة»، التى أسسها البرنس يوسف كمال 1892لتعدو فيما بعد «كلية الفنون الجميلة».

أما «جمعية أنصار التمثيل» 1900، فإنها تكاد تكون الوحيدة التى لا تزال على قيد الحياة، ومنذ نشأتها، مرت بفترات ازدهار، يعقبها أفول، ثم نهوض وسكون، ربما تحتاج ــ الآن ــ لدم جديد، بعد أن أصابها الوهن، وهى التى ضمت عشرات الأسماء الكبيرة: محمد تيمور، فكرى أباظة، أحمد رامى، محمود السبّاع، محمد توفيق، وهى، مع غيرها من الجمعيات، تثبت أن المجتمع المدنى، يمكنه أن يقدم الكثير، فليتنا.. نتعلم الدرس!

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات