الإعلانات - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 2:38 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإعلانات

نشر فى : الأربعاء 15 أغسطس 2012 - 9:35 ص | آخر تحديث : الأربعاء 15 أغسطس 2012 - 9:35 ص

كرهت نوع السمنة التى تروج لها فنانتنا الكوميدية هالة فاخر. الأسباب كثيرة، أهمها، تكرار عرض الإعلان، بإلحاح، منذ عدة سنوات، وزيادة إقحامه المتكرر للشاشة الصغيرة، فى الشهر الفضيل، خاصة بين مشاهد المسلسلات، لمرتين أو ثلاث أو أربع مرات، فى الحلقة الواحدة، مما يؤدى، بالضروة، إلى النفور من السلعة المعلن عنها، بالإضافة «إلى التأثير السلبى على هالة فاخر، حيث تبهت صورتها وتكاد تتلاشى، كممثلة، ليحل مكانها ذلك الحضور الثقيل، الممل، كفتاة إعلانات.. صحيح، بعض نجومنا يسيل لعابهم إزاء إغراء أجر الإعلان، بما فى ذلك المحبوبة، يسرا، والعالمى، عمر الشريف، اللذان قدما سويا، لفترة مؤقتة، إعلانا عن نوع من السيراميك، وامتد هذا الإغراء ليوقع فى حبائله أصحاب وجوه شابة، واعدة، فها هى الموهوبة، دنيا سمير غانم، فى بداية الطريق، تباغتنا، بإعلانين عن نوع من الكازوزة.. لكن، على الجانب الآخر، ثمة نور الشريف، ليلى علوى، صلاح السعدنى، نبيلة عبيد، محمود ياسين، نادية الجندى، وغيرهم.. لم يستجيبوا لفتنة نقود الإعلانات.

 

طبعا، لا أحد من الممكن أن يدين أو يحجر على حرية الفنان فى عالم الإعلانات، لكن المشكلة تكمن فى الانصياع، بلا حدود، للسياسة الإعلانية، ذات الطابع البدائى، التى تؤدى إلى حرق النجم، بل وربما الضيق من السلعة المعلن عنها.. وللتفسير: حين يوافق نجوم الغرب على الظهور فى الإعلانات، لابد أن ينص العقد على تحديد مرات العرض، وفترته الزمنية، واسم المخرج، مع مراعاة مستواه الفنى، وبنود أخرى، لا يكترث بها الفنان المصرى، ولا تلتفت لها المؤسسات المعلنة، ولا تضعها القنوات التليفزيونية فى اعتبارها، مما أدى إلى فوضى الإعلانات، وبالتالى فقدان تأثيرها، بما فى ذلك تلك الإعلانات ذات الغرض النبيل.

 

من الظواهر الجميلة فى حياتنا، المشاركة الشعبية فى المشاريع الوطنية والإنسانية، ومن بينها جامعة زويل، ومستشفيات السرطان والقلب والكبد والروماتويد أخيرا.. ويحسب لوجوه المجتمع، من فنانين ومفكرين ولاعبى كرة ورجال دين، ظهورهم ــ مجانا ــ فى الحملات الإعلانية التى تحث الناس على التبرع.

 

وفعلا، أحدثت هذه الحملات إنجازات لا يستهان بها، سواء بالنسبة لهذه المشروعات البناءة التى وجدت من يدفع، عن طيب خاطر.. أو على مستوى كل مساهم، سيشعر حتما بالرضا، لأنه ساهم فى النهوض بمؤسسات يحتاجها الوطن والشعب.. لكن غياب الخبرة الإعلانية قللت من حصاد تلك الحملات، فالإلحاح المضجر على تكرار هذه الإعلانات، على طريقة إعلانات السمنة، تؤدى إلى الضيق بالمشروعات.. ولأن المواطن المصرى، بالتجربة، يتشكك فى نزاهة جامعى التبرعات، فإن من الواجب، الكشف بشفافية، أسبوعيا أو شهريا، عن رقم المبالغ التى تم تحصيلها، وأوجه إنفاقها.

 

لا توجد أسرة فى مصر، لا يعانى أحد أفرادها من مرض ما.. لذا، وجب الحرص على مشاعرها، مع التبشير الجميل بأمل الشفاء، وبالتالى يتطلب الأمر وجود خبير نفسانى لمراجعة الإعلان. لو أن هذا الخبير كان حاضرا، لما وافق على ذلك الإعلان المروع، الذى يبدأ بشواهد قبور، وعربة يخرج منها نساء متشحات بالسواد، يولولن، وثمة صندوق به طفل، يحرك بؤبؤى عينيه، وصوت يقول «تبرعوا لمستشفى الروماتويد».. وفيما يبدو أن خطابات مستنكرة وصلت للقناة التى أذاعت هذا الإعلان الصادم، فاعتذرت القناة.. وحسنا فعلت.

 

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات