نتنياهو يشارك فى الحرب الدائرة بين الصحف الإسرائيلية - قضايا إعلامية - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 11:39 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نتنياهو يشارك فى الحرب الدائرة بين الصحف الإسرائيلية

نشر فى : الأحد 15 فبراير 2015 - 3:00 م | آخر تحديث : الأحد 15 فبراير 2015 - 3:00 م

نشرت جريدة نيويورك تايمز مقالا لجودى رودورين، مدير مكتب القدس بالجريدة، تتحدث فيه عن اندلاع حرب صحفية فى إسرائيل وسط الحملة الانتخابية الشرسة. فالمنافسة بين الصحيفتين الأكثر رواجا؛ يديعوت أحرونوت وإسرائيل هيوم، مستمرة منذ بدء صدور إسرائيل هيوم، الصحيفة المجانية التى يدعمها الملياردير الأمريكى، شيلدن أديلسون فى 2007. وقد أثرت الصحيفة المجانية ـ التى توصم بأنها بوق لتشجيع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ـ بشكل حاد على انتشار يديعوت احرونوت وإيرادات إعلاناتها، مما تسبب فى انتقادات لنتنياهو.

وتضيف الكاتبة أن رئيس الوزراء نفسه تورط فى المعركة. فقد وجه من صفحته على فيس بوك اتهاما لناشر يديعوت "بشن حملة منظمة ومضحكة للتشهير" ضده، وضد حزب الليكود، وضد صحيفة اديلسون. ورد ناحوم برنيع، أبرز كتاب يديعوت على ذلك فى لقاء إذاعى قائلا أن نتنياهو مصاب بالبارانويا ويحتاج إلى "علاج بالمستشفى".

وقام نتنياهو، إثر خلافه مع الوسطيين فى ائتلافه، بإقالة وزير المالية يائير لابيد ووزيرة العدل تسيبى ليفنى. وجاء ذلك إثر قيام اثنين من المحامين بتقديم التماس بحظر نشر إسرائيل هيوم خلال حملة الانتخابات، ووصفاها بأنها "منبر دعائى يتنكر فى صورة صحيفة" وأنها بمثابة "نسخة عام 2015 الإسرائيلية من رواية جورج أورويل 1984".

وقد تمت الدعوة إلى الانتخابات المقررة فى 17 مارس، بعد انهيار تحالف نتنياهو الحاكم، وكان من بين أسباب الانهيار مشروع قانون لحظر الصحف المجانية، وكان من الواضح أن المقصود اسرائيل هيوم.

•••

وتشير جودى إلى قول رافى مان، صحفى سابق، ويقوم حاليا بالتدريس فى جامعة ارييل والجامعة العبرية: "لدينا الآن اثنتان من الصحف الكبرى فى إسرائيل، لكل منهما أجندتها الخاصة فى هذه القضية التى تدعى نتنياهو"،. وأضاف "هناك ساحة حرب دموية جدا، وبالطبع نتنياهو فى وسطها" وتابع "أعتقد أن أى شخص فى السلطة، ويتعرض لهجوم من الصحف من وقت لآخر يحتاج إلى رد الهجوم.. لكننا لم نشهده يقوم بذلك بنفسه".
ويقول محللون سياسيون إن الانتخابات تعتبر إلى حد كبير استفتاء على حكم نتنياهو، بينما يسعى لرئاسة الحكومة للمرة الرابعة. ورفع الاتحاد الصهيونى شعار "إما نحن أو هو"، كما أن القائمة المشتركة بين حزب العمل وتسيبى ليفنى من حزب الوسط، وغيرهما من الجماعات المعارضة، اتخذت شعار "أى شخص باستثناء نتنياهو".

•••

وتوضح الكاتبة أن استطلاعات الرأى الأخيرة أشارت إلى تفوق الليكود على الاتحاد الصهيونى وأن نتنياهو سيكون قادرا على تشكيل ائتلاف حاكم آخر. ولكن دراسة نشرت مؤخرا فى صحيفة ذا تايمز أوف إسرائيل وجدت أن الناخبين المترددين ــ ربع الجمهور ــ يميلون نحو الاتحاد الصهيونى، وهو ما يقل عن نسبة الثلث من عدد الناخبين المتوقع رضاؤهم عن الأداء الوظيفى لرئيس الوزراء. ويبلغ هامش الخطأ فى الاستطلاع 3.41 فى المئة.
وعانى نتنياهو من هجمات عنيفة ليس فقط فى يديعوت، لكن من العديد من وسائل الإعلام الخبرى الإسرائيلية، على أدائه فى مسيرة التضامن فى باريس، وخططه لمواجهة الكونجرس الأمريكى بشأن البرنامج النووى الإيرانى. وظهرت شائعات عن زوجته، سارة، نقلا عن موظف سابق فى مقر إقامته الرسمى.
وكتب نتنياهو على فيس بوك "لقد حان الوقت لكشف الامور: المصدر الرئيسى بالوقوف وراء موجة التشهير ضدى وضد زوجتى هو نونى موسى، ناشر صحيفة يديعوت أحرونوت وموقع واى نت"، مؤكدا: "ولن يتوقف عن القيام بأى شىء للاطاحة بزعامة الليكود برئاستى، وإغلاق صحيفة إسرائيل هيوم".
ورفض موسى، الذى تبع والده وجده كناشر يديعوت، التعليق على الأمر، وكذلك فعل رئيس تحرير الصحيفة، رون يارون. وقال بيان صادر من مكتبهما "من أهم أدوار وسائل الإعلام الحرة والمستقلة فى البلدان الديمقراطية التدقيق فى أعمال الحكومة، بما فى ذلك الشخص الذى يرأسها". وأضاف البيان أن يديعوت وموقع واى نت "حريصان على تقديم صحافة مهنية لا تهادن، وأن يلتزما بالموضوعية والصدق".
ولكن متابعى وسائل الاعلام الاسرائيلية يقولون إن يديعوت فى الواقع تلاحق السيد نتنياهو منذ التسعينيات، عندما نشرت شائعات عن زوجته فى عدة صفحات. وصعدت ملاحقتها له منذ صدور إسرائيل هيوم.
وتشير جودى إلى قول تيلا شوارتز ألتشولر، رئيس مشروع إصلاح وسائل الإعلام فى المعهد الإسرائيلى للديمقراطية. "بإمكانك أن ترى المزيد والمزيد من الموضوعات فى إطار الهجوم على رئيس الوزراء؛ حيث يظهر اسمه واسم زوجته، فى سياق سلبى دائما"، ويضيف: "المشكلة هى أن المنافسة بين إسرائيل هايوم ويديعوت أحرونوت أصبحت قبيحة، مقززة. ونحن نعلم أن الصحفيين يجرى توجيههم للقيام بعملهم بطريقة منحازة ".

•••

وتوضح الكاتبة أن يديعوت فى السابق كان يقرأها أكثر من نصف الجمهور الإسرائيلى، ولكن وفقا لاستطلاعات صناعة الإعلام، فقد انخفض قراؤها إلى 35 فى المائة من قراء الصحف فى العام الماضى، متراجعة عن إسرائيل هيوم التى استحوذت على 39 فى المائة. وفى الوقت نفسه، تراجعت ثقة الجمهور فى وسائل الإعلام، وفقا لاستطلاعات أجراها معهد الديمقراطية.
واودع التماس قانونى من 66 صفحة لدى لجنة الانتخابات، يدعو إلى منع صدور إسرائيل هيوم حتى انتهاء الانتخابات فى ظل القوانين التى تحد من إعلانات الحملة.
وفى الختام أشارت الكاتبة إلى قول إسحاق أفيرام، أحد المحامين الذين تقدما بالالتماس:" انها صحيفة دعائية من الألف للياء المشكلة هى أن صحيفة كبيرة فى إسرائيل، وهى الأكبر الآن، تنحاز لأحد المرشحين، وهى ضد القانون".

التعليقات