مارادونا.. بريشة كوستاريستا - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 9:50 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مارادونا.. بريشة كوستاريستا

نشر فى : السبت 14 نوفمبر 2009 - 11:09 ص | آخر تحديث : السبت 14 نوفمبر 2009 - 11:09 ص

 ترددت فى الذهاب لمشاهدة هذا الفيلم، وقلت: ما الذى يمكن أن يضيفه أى عمل سينمائى، خاصة إذا كان تسجيليا، لما نعرفه عن لاعب كرة القدم الأرجنتينى، ذائع الصيت، مارادونا، الذى تابعنا، مع معظم بلاد العالم، بشغف ونشوة، مشوار صعوده نحو القمة، ثم عايشنا، بضيق وأسى، نوبات سقوطه، لكن، فى النهاية، توفر إغراء مشاهدة الفيلم لأنه بتوقيع المخرج الصربى، أمير كوستاريستا، الذى يفاجئنا بإبداعاته المبهرة، فيلما تلو الآخر.

الفيلم بعنوان «مارادونا باى كوستاريستا»، مما يعنى عدم الادعاء، بموضوعية صورة مارادونا، فهنا نراه من جوانب خاصة، خافية أو غير مطروقة، يكتشفها ويقدمها المخرج، بعد عامين من العمل فى الفيلم، من «2005»، إلى «2007».

كوستاريستا، لا يختفى وراء الكاميرا، ولكنه حاضر فى الكثير من المشاهد، بل يبدأ به الفيلم وهو يعزف على الجيتار الذى يعشقه، واقفا بجسده الضخم، فوق خشبة مسرح يكتظ بجمهور يتجاوب معه بحماس، ويردد واحدة من أغنيات فرقة «نو سموكنج» أو «ممنوع التدخين» التى تكونت فى سراييفو عام 1980، وانضم لها كوستاريستا عام 1986. وسريعا، تتدفق مشاهد الفيلم الذى يستغرق ساعة ونصف الساعة، تمر وكأنها عدة دقائق.

«مارادونا بريشة كوستاريستا» يحقق عدة أهداف فى وقت واحد: يتوغل فى نفسية بطله وهو يرصد مراحل حياته، يبرز رؤيته السياسية وانحيازاته الاجتماعية، من دون طنطنة أو شعارات دعائية، يقدمه فى الحاضر ويسير معه فى حاراته المنسية التى نشأ فيها، يتابع لحظات مجده ولحظات أفوله، يتأمل علاقاته مع الشخصيات العامة، السياسيين والزعماء، وأيضا مع والديه وابنتيه، ولا يفوته الاستعانة برسوم الكاريكاتير، عند الضرورة.. هذه الخطوط تندمج مع بعضها بعضا فيأتى العمل قويا، متماسكا، كأنه نفس واحد.

بعد تقديم «هدف القرن» حين راوغ مارادونا معظم أبطال الفريق البريطانى ليضع الكرة فى شبكة المنافس، وبالتالى يزيح إنجلترا عن كأس العالم عام 1986، يعترف البطل أنه كان يشعر كأنه يحارب مارجريت تاتشر، بل ملكة بريطانيا نفسها، وأنه يثأر من هزيمة الأرجنتين فى حرب الفوكلاند، وهنا يترجم المخرج إحساس مارادونا عن طريق الكارتون فتطالعنا تاتشر ضائعة فى الملعب، رأسها يدور وراء الكرة إلى أن يصبح عنقها كالحبل الملفوف. يعبر مارادونا عن كراهيته لبوش «الأب»، ويصفه بالقمامة، وفى ذات الوقت، يشد بصديقه فيدل كاستر، حيث رسم وشما لوجهه على ساقه، بينما وشم ذراعه بصورة جيفارا.. وبشجاعة، يعتذر لكل محبيه بسبب الألم الذى انتابهم يوم أن كاد يموت نتيجة تعاطيه الكوكاين. مارادونا، بريشة كوستاريستا، يزداد ألقا.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات