الآن.. نأتى من النافذة - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 7:11 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الآن.. نأتى من النافذة

نشر فى : الجمعة 14 أغسطس 2009 - 8:28 م | آخر تحديث : الجمعة 14 أغسطس 2009 - 8:28 م

 خرجت من الباب ودخلت من النافذة. هذا حال السينما الهندية فى بلادنا، فبعد سنوات طويلة من مطاردة أفلامها ومنعها من العرض على الشاشة الكبيرة، عادت من خلال الشاشة الصغيرة، وأصبحت المادة الوحيدة التى تقدمها عدة قنوات على مدار الساعة، ومنها قناة «زى أفلام»، التى تعرض الهنديات مترجمة، بينما الأخريات يكتفين إما باللغة الأصلية أو مترجمة للغات غير عربية، والآن يتم بناء أحد المراكز الضخمة فى دبى، مخصص للقنوات الفضائية، وللترويج للأفلام الهندية، وسياسة الهند، فى مجال السينما، لا تنفصل عن سياستها فى بقية المجلات، الوصول للسوق العالمية، بإنتاج يجمع بين الوفرة وقلة التكاليف مع مراعاة احتياجات المستهلكين، هكذا الحال فى صناعة السيارات وأجهزة الحاسوب ومستحضرات التجميل وتوابل الطعام وأدوات التصوير، وكذلك فى الأفلام، وللسينما الهندية حكاية طريفة فى بلادنا، فالمزاج المصرى يتوافق مع روح الأفلام الهندية ذات الطابع الميلودرامى، والمليئة بقيم الوفاء والغداء والتضحية بالذات، والتى يتصارع فيها الخير المطلق مع الشر المطلق، والتى تنتقل بمتفرجيها بين القرية والمدينة والغابة والبحار وأزقة بومباى الفقيرة لقصور نيودلهى العامرة، وتذهب بأبطالها إلى عدة عواصم بعيدة، والأهم أن عرض الفيلم الواحد يستغرق ما يزيد على الثلاث ساعات، أى أنه حسب التصنيف النقدى، المستوحى من مائدة الطعام، يقدم «وجبة مشبعة» من المغامرات للأغنيات للرقصات للكوميديات للدموع.

حقق الفيلم الهندى نجاحا كبيرا فى مصر، وبعض الأعمال تمت دبلجتها للغة العربية، بل تردد صوت عبدالحليم حافظ على الشاشة قبل أن تظهر صورته، وذلك حين غنى على صورة الممثل الهندى «سابو» فى فيلم «علاء الدين والمصباح السحرى»، وفى بداية الستينيات من القرن السابق استقطب فيلم «الأم» أو «أم الهند» جمهور السينما على نحو لم يسبق له مثيل، ولكن مع اكتساح «سانجام» للسوق المصرية أصبح الأمر لا يطاق بالنسبة للمنتجين المصريين الذين يتابعون بقلوب مليئة بالغم، طوابير المشاهدين الطويلة أمام شبابيك التذاكر أو يشترون التذاكر من السوق السوداء، وبالتالى ضغطت غرفة صناعة السنما لتحجيم انتشار الفيلم الهندى، وفعلا صدر قرار وزارى بألا يزيد عدد الأفلام الهندية على الخمسة أفلام فى السنة، مما يعنى، عمليا، طرد الفيلم الهندى من السوق المصرية، ولكن الهند، بطموحها وحديثها وإصرارها، أدخلت أفلامها بوفرة، خلال الشاشة الصغيرة.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات