العفريت.. ممنوع - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 7:18 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العفريت.. ممنوع

نشر فى : الثلاثاء 14 أبريل 2009 - 6:43 م | آخر تحديث : الثلاثاء 14 أبريل 2009 - 6:43 م

 حين بدأ إرسال أول قناة فضائية متخصصة فى عرض الأفلام، وجدت إدارتها نفسها فى مأزق غريب، فالسينما إحدى الفنون الحديثة، ترنو فى بعض اتجاهاتها على الأقل إلى الحرية، الأمر الذى يتعارض مع النزعة المحافظة لأصحاب القناة برأسمالهم القادم من بلاد النفط، وبعد فترة من الحيرة، جاء الحل مستوحيا خبرة تلك الدولة فى الخروج من مثل هذه المشكلات، فإذا كانت السيارة اقتحمت عاصمة الذهب الأسود، فإن القانون المقيد لحرية النساء يمنع المرأة من قيادة العربة، وبالتالى، على ذات المنوال، من الممكن أن تقدم وتنتج أفلام السينما بشروط تكبل تجليات هذا الفن المشاغب، وبالضرورة أصدرت القناة لائحة بالممنوعات الواجب الالتزام بها، وعددها «32» محظورا، منها «عدم الإساءة إلى رجال السلطة والأمن»، و«عدم التعرض للأنظمة السياسية بمختلف أنواعها»، و«محظور تصوير صوان العزاء ويقتصر الحداد على زوجة المتوفى فقط»، و«عند تلاقى شاب وشابة أو رجل وامرأة غير متزوجين فى أى مكان فلابد من وجود شخص ثالث يشترك فى الحوار».

تستمر النواهى على هذا النحو، بل تجنح إلى مصادرة بعض الكلمات، مثل «ممنوع استخدام كلمتى المرحوم والمرحومة»، و«تضاف كلمة بإذن الله أو إن شاء الله قبل أى فعل مستقبلى» ولا يمكنك إلا أن تسأل: إذا كان فى الدراما أحد الأشرار ينوى عملا مشينا، هل يقول أيضا: «بإذن الله؟». عموما تم الالتزام بهذه الممنوعات، فكانت النتيجة إما الفشل الذريع للأفلام السمجة التى تنتجها القناة، وإما هلهلة الأفلام التى تشتريها قبل عرضها، كما حدث لـ«حين ميسرة» حيث انتهى الأمر فى قاعة المحكمة، ذلك أن خالد يوسف هاله ما حدث لفيلمه فرفع قضية.

لكن ثمة ممنوعات لا يمكن أن تعرفها إلا صدفة. جاء فى ورقة الدعاية عن الأفلام التى ستعرضها القناة ذكر فيلم «هانم» لبركات و«مراتى» لفطين عبدالوهاب، والمؤكد أن العنوانين لا وجود لهما فى قائمتى بركات وفطين، وبعد عرض الفيلمين اكتشف أنهما «عفريتة هانم» و«عفريت مراتى».. ولما سُئل المسئولون عن سبب تغيير العنوانين كانت الإجابة: كلمة عفريت ممنوعة، قولا وكتابة، لأن ذكر العفريت.. حرام.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات