الكوميديانة - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 9:07 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الكوميديانة

نشر فى : الثلاثاء 13 نوفمبر 2012 - 8:10 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 13 نوفمبر 2012 - 8:10 ص

بصرف النظر عن مدى النجاح الذى حققه فيلم «الآنسة مامى»، فإن الثابت أنه يرسخ قدمى بطلته، ياسمين عبدالعزيز، فى عالم الكوميديا. وهى، بمواصفاتها الخاصة، تفتح الطريق لغيرها، من زميلات جيلها، كى يصبحن نجمات فى ذلك النوع المبهج، المرح، الضاحك، من أفلام ظلت بطولتها، تكاد تكون حكرا على الرجال.. طابور نجوم الكوميديا، منذ بداية السينما المصرية، طويل، متنوع الأشكال والألوان، بينما طابور نجمات الكوميديا، جد قصير، محدود الحضور، يظهرن كسنيدة أو فى شخصيات ثانوية. لم تكتب لهن أدوار البطولة إلا نادرا، وغالبا، يتقيدن فى أنماط مكررة.. مارى منيب، الحماة المزعجة برغم طيبتها، منحت الأفلام التى شاركت فيها قدرا كبيرا من الحيوية، لا يأتى اسمها إلا بعد نجيب الريحانى وتحية كاريوكا فى «لعبة الست» لولى الدين سامح 1946، وبعد لبنى عبدالعزيز ويحيى شاهين فى «هذا هو الحب» لصلاح أبوسيف 1958.. المرة الوحيدة التى ظهر اسمها كبطلة، مع فؤاد شفيق، كانت فى «أم رتيبة» للسيد بدير 1959.. زينات صدقى، العصبية، الطرف الدائم فى خناقة، الباحثة عن عريس، ذات العواطف الجياشة، لا يذكر اسمها إلا فى منتصف قائمة الممثلين.. وداد حمدى، النحلة النشيطة، خادمة الأسرة، مرسالة الغرام، لا يعترف بها الفيلم إلا فى ذيل النجوم.. نبيلة السيد، المرأة الشعبية القادمة فى عمق الحارات، بطلتها التى تعطى للأفلام مذاق الواقع، لن تقرأ اسمها واضحا على الافيشات.. كذلك الحال بالنسبة لخيرية أحمد، سهير البارونى، سعاد نصر، عائشة الكيلانى.

 

صحيح، بعض المخرجين، على رأسهم فطين عبدالوهاب، بطاقته الإبداعية، جعل من كبار النجمات كوميديانات لمرة أو مرات قليلة، مثل شادية، فى «الزوجة رقم 13» 1962، «مراتى مدير عام» 1966، «عفريت مراتى» 1968.. وفى «غريب فى بيتى» لسمير سيف 1982، أثبتت سعاد حسنى جدارتها ككوميديانة.. أما رأفت الميهى، فإنه أتاح فرصة الكوميديا أمام معالى زايد فى «السادة الرجال» 1989، «سمك لبن تمر هندى» 1994.

 

رحلة نجمات السينما إلى بطولات الأفلام الكوميدية، لا يقابلها رحلة الكوميديانات إلى بطولات الأفلام.. وربما يرجع السبب فى هذا إلى ذلك الجمال الشكلى المحدود الذى تتسم به ممثلات الكوميديا، الأمر الذى يتنافى مع تقاليد سينما تشترط فى نجماتها القوام الممشوق، المعتدل، والصدر البارز، والوجه المتسق تماما، بأنف صغير وشفاة ممتلئة، فضلا عن شعر حريرى ناعم، هى مواصفات لا  تتوافر عند كوميدياتنا، فيما عدا شويكار، ذات الجمال الخاص، الذى يتفوق على قدراتها التمثيلية. من هنا تأتى أهمية ياسمين عبدالعزيز، بمظهرها المصرى البسيط، البعيد عن التأنق المفتعل، لا تراهن على جمال وجهها بقدر ما تعتمد على ليونة ملامحها وقدرتها الواضحة على التعبير عن عواطفها. تجمع بين النشاط الجثمانى وحيوية الروح، تتصاعد انفعالاتها، منتبهة إلى رهافة الأخذ والعطاء مع من أمامها، خاصة الأطفال، بمشاكساتهم، ومشاكستها المضادة.. مواهبها متعددة، فصوتها يؤهلها للغناء، منذ كانت فتاة إعلانات، وقوامها يتيح لها فرصة تقديم استعراضات، فضلا عن تمتعها بالعفوية وخفة الظل، وهى فى هذا كله تغدو كوميديانة، من الممكن أن تضيف كثيرا للسينما المصرية.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات