أوبرا.. صوت الموسيقى - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 8:35 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أوبرا.. صوت الموسيقى

نشر فى : السبت 13 نوفمبر 2010 - 9:58 ص | آخر تحديث : السبت 13 نوفمبر 2010 - 9:58 ص

 أوبرا وينفرى، المذيعة الذائعة الصيت، السمراء، البدينة، تثبت أن الجمال لا يقاس ولا يتوقف على معايير شكلية، فثمة جمال آسر، أقوى وأعمق وأكبر من دقة التقاطيع وصفاء البشرة وسحر الابتسامة، أوبرا جمالها من نوع آخر، مراوغ، من الصعب أن تمسك به وتحوله لكلمات مكتوبة على ورق، فهو ينفذ إلى عقلك وقلبك، دافئا رقيقا حنونا، يجعلك تعايش صاحبته أكثر مما تعجب بها، ربما بسبب بساطتها، فى جلستها ووقفتها وكلامها وطريقة إصغائها. ليس عندها أدنى إحساس بالنجومية، وهى بعيدة عن التأنق، ملابسها عادية، ماكياجها خفيف. إنها بنت الحياة توحى لك بأنها إن لم تكن مذيعة، كانت ستغدو عاملة فى مصنع أو مشغل، جادة وموفقة وراضية، متعاطفة بلا حدود على زميلاتها ممن تعرضن لحظ عاثر.. أوبرا وينفرى، فى بعد من أبعادها، تعطى أملا شفافا وتجددا، وتجعلك ترى قوس قزح، بألوانه الخلابة، وسط الظلام.

برنامج أوبرا وينفرى ليس مجرد برنامج تليفزيونى، ولكن أقرب إلى العمل الفنى المكتمل الشروط، مشاهدته ليست عابرة، ذلك أنه يبقى طويلا فى الذاكرة.. فى إحدى حلقاتها الأخيرة، احتفلت بمرور خمسة وأربعين عاما على ميلاد «صوت الموسيقى» لروبرت وايز، ذلك الفيلم المؤثر، الذى أصبح من كلاسيكيات السينما الغنائية، الاستعراضية، والذى يحكى عن أسرة القبطان النمساوى الأرمل مع أطفاله السبعة. يعيشون حياة متجهمة بسبب النواهى والممنوعات التى يفرضها الأب الصارم. تتغير الحياة بقدوم مربية عاشقة للموسيقى، ذات قلب كبير، يستوعب الأطفال جميعا، ثم القبطان نفسه.

ديكور الاستوديو الذى تقدم فيه «أوبرا» برنامجها شبيه بقاعة فيللا القبطان، سلالم فى المنتصف، تؤدى إلى حجرات الأبناء فى الدور العلوى.. بعد أن تتحدث المذيعة عن الفيلم، بإيجاز ودقة، تقدم ضيفيها: القبطان كريستوفر بلومر، والمربية جوليا آندروز. كريستوفر الذى كان فى الخامسة والثلاثين، أصبح الآن فى الثمانين، آندروز، ذات الصوت الصداح، لم تعد تغنى عقب إجراء عملية جراحية فاشلة فى حنجرتها، ولكن لم تستسلم لليأس، فهى، مع ابنتها الشابة، تؤلف قصصا جميلة للأطفال.

وها هى أغلفة الكتب، برسومها الجذابة يستعرضها لنا البرنامج.. يدور الحوار حول ذكريات الأيام الخوالى، وعن رد فعل آندروز حين نفخ القبطان فى صفارته فانفتحت أبواب الحجرات العلوية ليهبط منها الأطفال فيما يشبه المارش العسكرى.. بعد عرض المشهد السينمائى، ينفخ كريستوفر فى الصفارة وتحدث مفاجأة البرنامج البارعة: الأبواب العلوية تفتح لينزل منها أبناء القبطان السبعة.. من كانت فى العاشرة غدت فى الخامسة والخمسين، ومن كان فى الخامسة أصبح فى الخمسين. الجميع، يتحلقون حول القبطان والمربية، منهم من يحتفظ بعنفوانه، ومنهم من أرهقته الأيام. ومن الحاضر إلى الماضى، ومن الماضى إلى المستقبل، تدبر «أوبرا» حوارا مترعا بالبهجة، تستعاد فيه ذكرى اللحظات الحلوة، وتأمل فى لحظات أجمل.. مستقبلا.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات