مصر تسطع.. بثقافتها - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 5:18 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مصر تسطع.. بثقافتها

نشر فى : السبت 11 ديسمبر 2010 - 9:53 ص | آخر تحديث : السبت 11 ديسمبر 2010 - 9:53 ص

 مع تعدد وتنوع المهرجانات السينمائية فى الوطن العربى، كان لابد أن يندلع بينها ذلك التنافس الخلاق، فالواضح أن كل مهرجان يحاول، بكل ما يملك وما يستطيع، أن يغدو الأقوى، والأكثر اكتمالا، وبالتالى، اعتمدت مهرجانات الخليج، بسبب ثرائها، على أمرين، يحققان لها حضورا مرموقا، أحدهما يصب فى طاحونة الإبداع السينمائى، ويتمثل فى تدعيم واستكمال مشاريع صنع الأفلام، بمنح مالية، بالإضافة لورش تدريب أبناء الخليج، وإقامة مسابقات خاصة بأفلامهم.. ويتعلق الأمر الثانى باستضافة بعض النجوم العالميين، وأحيانا لا يكون لهم أفلام فى المهرجان، فقط كى يتبخطروا على السجادة الحمراء، تلتقط لهم الصور، ويشيد معظمهم بجودة مهرجان لا يتابعونه.. فى المقابل، يتعمد مهرجان دمشق عرض أكبر كمية من الأفلام، فى العديد من أقسامه، وفى ذات الوقت يصدر مجموعة مهمة من الكتب السينمائية، تشكل مكتبة فنية ثمينة، على مدى الدورات السابقة. وإذا كان مراكش يبحث بدأب عن الأفلام المتميزة، من بلاد تكاد مجهولة سينمائيا، فإن مهرجان قرطاج يعتبر النافذة الأوسع على الأفلام الأفريقية، التى لا نكاد نراها، إلا مصادفة.

فى التسابق بين مهرجاناتنا العربية، راهنت مصر على أفضل ما تملكه، وأعز ما يفخر به أى وطن: الثقافة.. وفى هذه الدورة المتميزة تجلى النجاح فى عدة جوانب، منها على سبيل المثال لا الحصر، النشرة اليومية التى أصدرها المهرجان، بعنوان «بانوراما»، بمقالاتها الشاملة، العميقة، عن سينمات العالم، والمخرجين، والأفلام، والنجوم. مقالات ليست عابرة، مؤقتة، ولكن تستحق البقاء، وإعادة القراءة، كتبها مجموعة من مثقفى السينما، لا يتسع المجال لذكر اسمائهم، وطبعا، لا يمكن إغفال دور ناقدنا الكبير، الباحث الموسوعى الدءوب، أحمد رأفت بهجت، رئيس تحريرها، الذى جعلها تتجاوز، بموادها ورونقها، النشرات الخفيفة، المتعجلة، الصادرة من مهرجانى دبى وأبوظبى، فضلا عن اعتمادها على اللغة العربية، بينما نشرتا قرطاج ومراكش يغلب عليهما اللغة الفرنسية.

أما الجانب الثانى فإنه يتبلور فى قناة «نايل سينما»، فى برنامجها اليومى الشديد الأهمية «استوديو مصر»، الذى تقدمه، على نحو نموذجى، مذيعة متفهمة، مستوعبة للقضايا التى تثيرها، بسيطة وذكية وجذابة، تجيد الكلام المبنى على معرفة وذوق رفيع، كما تجيد الإصغاء الإيجابى، بملامح وجهها، هند القاضى، فهى لا تستمع بأذنيها وحسب، بل بملامح وجهها، المعبرة بوضوح عن الموافقة أو الاعتراض أو الدهشة أو الإعجاب أو عدم التصديق، إنها تعطى نموذجا للمذيعة المصرية، المثقفة بحق.

إلى جانب لقاءات هند القاضى الممتعة مع طواقم صناع الأفلام، قدمت القناة مجموعة من التقارير الفنية عن النجمين العالميين «ريتشارد جير» و«جولييت بينوش»، فضلا عن مبدعى مصر، خارج البلاد، الذين لم تنسهم ذاكرة المهرجان «فؤاد سعيد»، «ميلاد بسادة»، «خالد عبدالله»، بالإضافة للمكرمين «ليلى علوى»، «صفية العمرى» «رمسيس مرزوق».. وهذه التقارير المعتمدة على لقطات ومشاهد وصور فوتوغرافية وعناوين لموضوعات ومقالات، تكاد تصبح أفلاما قصيرة، للأسف لم يكتب أسماء المساهمين فى خروجها للنور.. راهنت مصر على ثقافتها.. فكسبت مكسبا يليق بها.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات