أجدع الكائنات - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 9:37 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أجدع الكائنات

نشر فى : الثلاثاء 11 أغسطس 2009 - 9:00 م | آخر تحديث : الثلاثاء 11 أغسطس 2009 - 9:00 م

 البنات، فى بلادنا العربية، مسألة تشرح القلب، تجعله مترعا بالأمل والثقة، فالمسئولية، حين تلقى على أكتاف البنات، يحملونها بجدية وجلد وحماس، وهذا ما رأيته مجسدا أمامى، فى مهرجان وهران السينمائى، فثلاث أو أربع بنات.

أقرب لشغالات النحل، لا يتوقفن عن العمل، تجدهن فى كل مكان، صالات العروض، الفندق، قاعات الندوات، ترتيب سفر الضيوف مجيئا وذهابا، تسلم وتسليم الشرائط السينمائية، لولاهن لما كان هناك مهرجان، أو على الأقل، كان سيظهر على نحو أقل شأنا.

شقيقات رابحة وصابرين ونبيلة تجدهن أيضا فى مهرجان مراكش بالمغرب، فهناك نادية وفريدة، وفى مصر، ينهض مهرجان الأفلام التسجيلية فى الإسماعيلية بسواعد وإخلاص عبلة وجيهان، وفى المهرجان القومى أصبحت إنعام من أهم معالمه ودعائمه، فمنذ سنوات طويلة، تتابع فى المطبعة طباعة الكتب، تشرف على العروض السينمائية، ترافق لجان التحكيم، تؤتمن على النتائج.

أما مهرجان القاهرة الذى تغيرت وجوه رؤسائه عدة مرات، فإن سهير عبدالقادر ظلت حجر الزاوية، العمود الذى لا غنى عنه، وغدت جزءا نابضا بالحيوية والحياة فى المهرجان، كما أضحى المهرجان كل حياتها. وبعد أن ترنح مهرجان الإسكندرية عاما بعد عام، استند على الناقدة المرموقة، خيرية البشلاوى، التى من المتوقع أن تثبت أقدامه وتجعله يخطو للأمام بثقة ورسوخ..

والواضح أن ظاهرة البنات الفاعلات ليست مقصورة على بناتنا فحسب، بل تمتد إلى المهرجانات العالمية، فكل من ذهب لمهرجان كان يعرف «كريستين»، شعلة النشاط، قناة الاتصال الجيدة بين الضيوف والمهرجان.

نحن نستحق الفخر ببناتنا، فمنهن من يجعلنا نرفع رأسنا عاليا، فها هى المشاغبة الموهوبة، كاملة أبوذكرى التى أخذت عملها مأخذ الجد، تذهب إلى مهرجان فينسيا، لتعرض فيلمها المشرف «واحد/صفر»..

إنهن جميعا يشكلن صورة جماعية زاهية مبهجة، ولكن تبرز من بينهن، على نحو خلاب، تلك البنت التى تجمع بين الشجاعة والقوة والذكاء، والتى تأتينا أخبارها المثيرة فى السودان. إنها الصحفية «لبنى أحمد حسين».

قبضت عليها الشرطة باتهام ارتكاب فعل فاضح فى مكان عام، ذلك أنها كانت ترتدى بنطالا «أدركت أنها، وفقا لقانون منحط، سيتم جلدها كما حدث لآلاف من بناتنا فى السودان، وبدلا من أن تقدم استرحامات مذلة.

أرسلت مئات الدعوات، إلى من يهمه الأمر، لحضور «حفل جلدها»، عندئذ انقلب السحر على الساحر، وأصبح «القانون نفسه» هو المدان، والمهدد بالإلغاء. لبنى، صفعت جلاديها صفعة سمع دويها العالم، فتحية لها، من القلب.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات