ريم ماجد - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 5:19 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ريم ماجد

نشر فى : الخميس 12 يوليه 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الخميس 12 يوليه 2012 - 8:00 ص

تضاعف احترامى للمذيعة المصرية، ريم ماجد، ذات الضمير اليقظ، والإحساس المرهف، المنتبه، فضلا على أداء يبتعد عن المغالاة والافتعال، وفى ذات الوقت، تثير فى برنامجها قضايا محورية ومصيرية، تمس حياة الناس والوطن، وهى فى هذا تتحاشى فتنة التسخين التى يستجيب لها، وربما يؤججها، العديد من المذيعين، وتحاول أن تضفى هدوءها  على المتحاورين، بهدف الوصول إلى حقائق الأمور، وإنارة مناطق الظلال الملتبسة فى الموضوعات المطروحة للبحث.. ريم، قد تبدو محايدة، ولكن بمتابعتها، يدرك المرء أنها منحازة، وانحيازها، عادة، فى اتجاه الطرف المظلوم، ومع الحق والصدق، ومن الناحية المهنية، تجيد فن الإصغاء، ذلك الفن النادر الذى لا يتوافر كثيرا فى مذيعات مهمومات بإثبات حضورهن المبهر، سواء بمقاطعة الضيوف والاستيلاء على الميكروفون، أو بتعمد إبراز جمالهن، أو بارتفاع الصوت، كما لو أنهن يطبقن شعار «لا صوت يعلو فوق صوت المذيعة».. وفى إصغائها، تشعرك أنها تسمع بعينيها وليس بأذنيها فقط، والأهم، أنها تحظى بنوع من الألفة المحببة، من أقرباء الدرجة الثانية إن لم تكن الأولى، تشارك عائلتها الكبيرة، مصر، فى الأفراح، وما أقلها، وفى القلق والحيرة، تبحث، مع الجموع، عن مخرج للمآزق، وينفطر قلبها مع المسنين، كما حدث حين تم العثور على جثث شهداء، من دون أسماء، فى إحدى ثلاجات مستشفى، ويمتزج الحزن بالغضب، ويتبدى مؤثرا، عميقا، صادقا، على ملامحها المصرية تماما، حين تتحدث عن مظلومين فى المعتقلات والسجون.

 

أما عن لماذا تضاعف احترامى لها، فبسبب عدة كلمات، فى شكل أسئلة، واجهت بها مسئولا كبيرا.. قبل أن أسردها، أشير إلى بدايات الحكاية المتمثلة فى مقتل الشاب السويسى على يد ثلاثة من الشباب أيضا، لأنه يقف مع خطيبته أمام دار سينما.. وبعيدا عن التفاصيل، جاءت تصريحات وزير الداخلية، محمد إبراهيم، ذات الطابع اللين، مع القتلة، صادمة للجميع.. وبالمناسبة، يذكرنى الوزير، على نحو ما، بفناننا محمد السبع، المشهور بأدوار الرجل العاقل، صاحب الخبرة العميقة بالحياة، المنوط به حل المشكلات والجمع بين الأفئدة المتنافرة.. لكن لم يحدث أبدا، أن يتعاطف محمد السبع مع المجرمين أو القتلة.. الأمر الذى وقع فيه الوزير، وهو يتحدث بصوت رقيق، مبتسما بتوقير، عن التدين الذى اعتمل فى أعماق الشباب الثلاثة، وجعل الدم يفور فى عروقهم، فاندفعوا إلى ما فعلوه.

 

ولأن الضابط، سواء فى الشرطة أو الجيش، عليه الالتزام، بلا تردد، لما تقوله قيادته، فإن مدير الأمن فى السويس، اللواء عادل رفعت، سار على خطى اللواء محمد إبراهيم، فأخذ يتحدث مع ريم ماجد، المنزعجة، فى برنامجها «بلدنا بالمصرى».. وفيما يبدو أنه، بحماس، لم ينتبه إلى أنه أخذ خطوة أبعد من خطوات رئاسته، فبدا كما لو أنه يكن احتراما وإعزازا للقتلة، وكاد يتغنى بإيمانهم العميق، والتزامهم، زيادة عن اللازم، والأدهى أنه وهو يسرد وقائع ما حدث، قال بتوقير إن «الأخ وليد» ــ وهو أحد المجرمين ــ وبطريقتها الهادئة، الباترة، سألته ريم ماجد، ذات الضمير اليقظ: هل استخدامك لكلمة «الأخ»، موقف، أم ذلة لسان؟.. سبع كلمات جاءت كفيلة بتصحيح بوصلة الحديث.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات