سياسة أخرى.. العودة إلى حلف الأغلبية الصهيونية - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 10:03 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سياسة أخرى.. العودة إلى حلف الأغلبية الصهيونية

نشر فى : الأحد 10 مارس 2024 - 9:10 م | آخر تحديث : الأحد 10 مارس 2024 - 9:10 م
فى مقال نشره الوزير بتسلئيل سموتريتش تحدث عن التحالف السياسى مع الحريديم بفخر، وبذلك أشار إلى الفرق بين الطريق التى يعرضها على الجمهور المتدين ــ القومى، وطريقى. فكما أعود وأشير فى كل مرة، ومن كل منبر، منذ دخلت السياسة، إلى أن إخواننا الحريديم، يمكنهم، وعليهم أن يكونوا جزءا من الحل لعدة مشاكل أساسية فى إسرائيل. من اللائق أن نطمح إلى أن يكونوا جزءا من كل حكومة يتم تأليفها. إلا أن الحلف السياسى الذى عقده سموتريتش وبن غفير معهم «شراكة صحيحة»، بحسبه ــ هو خطأ.
وزير المالية يعتقد أن المعسكر القومى الذى يتضمن الليكود والحريديم هو «المسار الصحيح للصهيونية الدينية والدولة». مضيفا أنه «خلال ولاية الحكومة السابقة، شهدنا البديل»، وأضاف أن الوضع اليوم أفضل «عموما، هذا يعمل، ونحن نتقدم فى جميع المجالات». منذ تأليف الحكومة الحالية فى إسرائيل، تراجع كل شىء، وفى جميع المجالات. فقبل كارثة أكتوبر، كان عدد القتلى جراء العمليات أعلى كثيرا من عددهم على مدى ولاية الحكومة السابقة برمتها. حكومتنا السابقة عملت من أجل اقتصاد متطور يضمن فائضا فى الميزانية، وتدريجا ائتمانيا عاليا، ونموا كبيرا فى الاستثمارات فى قطاع التكنولوجيا العالية الدقة. وحدها، حكومة تتمتع بكفاءات خاصة، يمكنها أن تنجح فى محو كل القيمة الاقتصادية التى بنيناها فى وقت قصير جدا.
يتفاخر الوزير سموتريتش بأنه تم اتخاذ «كثير من الخطوات» فى قضية الحريديم ودمجهم فى سوق العمل، لكن من غير الواضح عن أى خطوات يتحدث. هل يتحدث عن زيادة ميزانية المراكز الدينية من 1.2 مليار شيكل إلى 1.7؟ أم زيادة ميزانية منظومة التعليم الحريدية إلى ما يقارب 30% عبر «أفق جديد؟» أو يقصد تخصيص 54 مليون شيكل فى العامين الماضيين لمنع الحريديم من التجنيد؟ هل هذه جميعها خطوات تشجع الحريديم على التجند والخروج إلى العمل، أم أنها تشجعهم على العكس تماما؟
ادعى سموتريتش فى مقالته أن قانون التجنيد لا يبرر خرق الائتلاف مع الحريديم، إلا أنه من غير الواضح إلى أين سيقود هذا التحالف، وإلى أين يمكن التقدم بفضله. أنا أقترح ائتلافا آخر، يتضمن الأغلبية الصهيونية من بناة البلد والمدافعين عنه. تحالف من يخدم فى الجيش ويدفع الضرائب. وأنا أقترح العودة إلى التحالف التاريخى بين حركة الشرقيين والحاخام كوك مع الحركة الصهيونية؛ حلف يشارك فيه المتدينون والعلمانيون، ورجال اليمين ونساؤهم، إلى جانب المركز واليسار، من جميع الفئات ومن جميع مناطق الدولة. حلف يوجد فيه طلاب مدارس دينية ونساء أكاديميات؛ حلف من يفهمون أنه وإن كان هنا فرض أقل للقيم الدينية سيكون هنا دولة يهودية أفضل أيضا. حلف من يعلمون بأننا نحتاج إلى دستور بروح وثيقة الاستقلال. حلف من يفهمون المسئولية على أنها استمرار لوجود دولة يهودية وديمقراطية متطورة. حلف من يختارون التركيز على الأمور التى نوافق عليها.
هذا الحلف لن يقاطع أحدا. كل من يريد الانضمام ومستعد لذلك، عليه أن يقبل الخطوط العريضة للحكومة التى ستدفع قدما بهذا التحالف ــ ويتقبله بحب، وبمباركة. وبصورة خاصة إخواننا الحريديم، فلدينا جميعا ما نتعلمه منهم، ومن أعمالهم الخيرة فى مجال التوراة.
رئيس حزب الصهيونية الدينية اشتكى من هؤلاء الذين «يبحثون فى الأعوام الأخيرة عن بيت جديد، ولا يشعرون بالانتماء إلى الصهيونية الدينية، عبر البحث عن أحزاب عامة أخرى». يبدو أن وزير المالية لا يفهم أمرا جوهريا: نحن نشعر براحة فى الانتماء إلى الجمهور الدينى ــ القومى، لكننا نشعر بالخزى بسبب محو قيمة «الصهيونية الدينية». وهى التى كانت رمزا للوحدة، وتحولت إلى شىء يرتبط بالتطرف والانقسامات والاستعداد لتقسيم الشعب.
ملاحظة أخيرة: من غير المعقول أن يستمر سموتريتش فى الحديث باسم الصهيونية الدينية وأبنائها وبناتها الذين يخدمون فى الجيش، ويتطوعون فى الوحدات القتالية، ولديهم الاستعداد للتضحية بأرواحهم فى المعركة. الطريقة التى اختار فيها تقليص سنوات خدمته فى الجيش، تشير إلى عكس روح هؤلاء المقاتلين والمقاتلات الأبطال. فهو لا يملك القيمة الأخلاقية للحديث باسمهم.

عضو الكنيست الإسرائيلى مكور ريشون
متان كهانا
مؤسسة الدراسات الفلسطينية
التعليقات