إعادة كتابة القواعد من أجل صحافة جديدة - قضايا إعلامية - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 أبريل 2024 8:46 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إعادة كتابة القواعد من أجل صحافة جديدة

نشر فى : السبت 8 أغسطس 2015 - 9:50 ص | آخر تحديث : السبت 8 أغسطس 2015 - 9:50 ص

نشرت صحيفة كولومبيا جورناليزم ريفيو مقالا للكاتبة جويس بارناتان، الصحفية ورئيسة المركز الدولى للصحفيين بواشنطن، تعرض فيه حجم تأثير تكنولوجيا المعلومات ومواقع التواصل الاجتماعى على مهنة الصحافة، مؤكدة على ضرورة تطوير قواعد الكتابة الصحفية.

وتستهل الكاتبة مقالها بالإشارة إلى محاولتها المستمرة، لتقييم مستقبل مهنة الصحافة. حيث تتقدم التكنولوجيا بمعدلات هائلة، فتغير كل ما يتعلق بهذه المهنة. فامتلاكها لساعة «أبل»، تستطيع التحدث من واقع الخبرة حول «الصحافة السريعة»، والمعلومات التى تظهر بانتظام على معصمها.
تؤكد بارناتان، أنه ليس المهم الإقبال أو الأدوات الجديدة، ولكن الصوت الصحفى الجديد. بعد حضور المؤتمرات المتطورة التى نظمتها الرابطة العالمية للصحف وشبكة المحررين العالمية، كان لديها انطباع قوى بأنه لا يكفى نقل الأخبار بشكل مختلف، ولكن من الضرورى كتابتها بشكل مختلف. مشيرة إلى ما قاله المدون ليو بريتو فى تجمع «وان أيفرا»، «الشباب لا يحبون الحياد المصطنع من الصحفيين التقليديين». وتضيف ما جاء على لسان روبرت بيكارد من معهد رويترز: «الشباب لا يحبون أسلوب الصحافة».

وبعد سمع بارناتان لما قيل أصابتها الحيرة كصحفية تقليدية. متسائلة «ما الذى يتحدث عنه هؤلاء الناس؟ كيف يجب أن نكتب بشكل مختلف؟» فقد كرر المتحدثون مرارا أن الألفية الجديدة تتطلب المزيد من الحس العاطفى. هل يعنى هذا أن يكون الصحفيون أكثر انحيازا، يعبرون عن وجهة قوية بدلا من منظور متوازن؟ مجيبة على أسئلتها بعدم اعتقادها أن الأمر كذلك. ظانة أن ما يدعون إليه شكل جديد من أشكال نقل الأخبار.

ففى بداية حياتها الصحفية، كمراسلة شابة، كان يقال لها باستمرار أن تظل على مسافة محايدة من موضوعات تقاريرها.

***

وتوضح بارناتان، أن مواطنى الشبكة الرقمية يتواصلون بشكل مختلف. حيث يحصل واحد وستون فى المائة من جيل الألفية الجديدة على أخبارهم عن السياسة والحكومة من «الفيس بوك»، وفقا لدراسة عدها مركز بيو، أحمد المراكز الإعلامية المختصة. ويتطلعون إلى المحتوى الذى يشعرون بأن له صلة بهم. ولا عجب أن وكالات الأنباء الكبرى تشترك فى «الفيس بوك». فتنتج CNN طبعات خاصة للسناب شات، ومن بينها طبعة أطلقت عليها اطفال وادى السليكون المساكين. وحتى شبكة إذاعة «بى بى سى» الرزينة تنتج فيديوهات مصممة لتكون أكثر جاذبية وخصوصية.

وتعتقد بارناتان، أن هذا النوع من إشراك الصحافة، جعلت أحد البرامج الإذاعية الرائجة وهو برنامج «السفاح» يحقق نجاحا كبيرا. فقد استخدمت مراسلة البرنامج سارة كونيج جميع مهاراتها الصحفية، لتعالج قصة حول قضية القتل التى وقعت قبل 15 عاما. فقد أخذت كونيج المستمعين معها أثناء متابعتها للقضية. وطرحت أسئلة صعبة. واستعرضت تفكيرها الخاص فى الأمر. فقد كانت تجرى تحقيقا، ولكن بلمسة شخصية وعاطفية. ووجد جمهورها تحقيقها جذابا. وكان المستمعون يتصلون بها لإمدادها بمزيد من المعلومات، بما فى ذلك الأدلة التى يمكن أن تكون مادة لهذه القضية. وبعبارة أخرى، فقد حشدت سواء عن قصد أو غير متعمدة، جمهورا لتوفير مادة الحلقات المقبلة. وأقبل الشباب بكثافة على الاستماع للبرنامج.

فى هذه الحالة، كانت قضية المراسلة مقنعة مثلما تبين على الأقل. ويشير ذلك إلى عصر جديد من الصحافة التى تضيف طريقة العرض نفسها إلى شرعية هذه الأخبار.

وتختتم بارناتان، بأنه إذا كنت تعتقد كل ما يلزم عليك القيام به كصحفى فى العهد جديد، تعلم كيفية إرسال الصور إلى «إنستاجرام»، والكتابة باستمرار على تويتر، وتبادل الموضوعات فى «الفيس بوك»، فعليك أن تعيد التفكير ثانية. فنحن أيضا نعيد تعريف قواعد كتابة الأخبار والصحافة السردية، وما زلنا فى بداية الطريق.

التعليقات