الأنوار قادمة - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 5:46 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأنوار قادمة

نشر فى : السبت 7 أغسطس 2010 - 10:03 ص | آخر تحديث : السبت 7 أغسطس 2010 - 10:03 ص

 ثلاثة أعمال جميلة، عميقة المغزى، تنبئ بازدهار الثقافة المصرية، مع مقدم أجيال جديدة، تعرف كيف تواجه بشجاعة، واقعها ومستقبلها.

«خيروه ما بين أمرين: المعاش المبكر أو الاستمرار فى العمل بأى وضع يشاءون».. هكذا تبدأ رواية «حدث فى مثل هذا اليوم» للقصاص هشام قاسم، الطبيب أصلا، الذى يتلمس، بخبرة ودراية، متاعب بطله «ياسين مصباح»، المهندس الكفء، الذى خدم شركته بإخلاص، خلال سنوات طويلة، ولم يكن يتخيل أن يوما سيأتى، يوضع فيه أمام هذا الاختيار القاسى، حيث أحلاهما مر، فإما الشارع، مع بضعة آلاف من الجنيهات، أم البقاء مع المهانة المتوقعة.. أزمة «ياسين مصباح» ليست فردية، ذلك أنها تتطابق مع مأزق العاملين فى الشركات المعروضة، كالجوارى، للبيع، فها هو بطل الرواية يقرأ، بمصادفة مقصودة طبعا «الشركات المعروضة للبيع تتضمن النصر للسيارات وأبوزعبل للأسمدة.. وعمر أفندى وبنزيون وبيع المصنوعات..

يتابع هشام قاسم، رحلة بطله فى اتجاهين، أحدهما نحو الماضى، فيتذكر الرجل وقائع وشخصيات عايشها، ويلتقى بعضها وتتوالى أيامه نحو المستقبل، مواجها الفاسدين المرتشين، الذين يحاولون الزج به فى السجن بتهمة «السب والقذف».. فى هذه الرواية يمتزج الخاص بالعام، والأهم أنها بشخصياتها، ووقائعها، وأجوائها، ابنة الحاضر، ترصده بصدق ودقة، لذا تطرح سؤالا قلقا فى نهايتها، فتقول مع «ياسين مصباح» ماذا يحمل الغد لمصر؟
كنت أظن أن أفلام التحريك عندنا، شديدة التواضع، ولكن أدركت أن بعض الظن إثم فعلا، عقب مشاهدتى لفيلم قصير لا أعرف مبدعيه، وإن كان ممهورا باسم «ماجيك بوكسى».

الفيلم من فصيلة الـ«3D»، يطالعنا فيه مواطن مصرىى نحيل، يسير فيما يشبه متاهة لا تخلو من أناقة، أقرب لممرات وقاعات ذات نوافذ محلاة بالأرابيسك. يرتدى بذلة قديمة، ينظر حائرا لورقة انتخابات يضعها علىى طاولة، بعد تردد يضع علامة صح على خانة «لا أوافق». يقف مضطربا أمام عسكرى ينظر له باستهزاء يضع الورقة فى الصندوق عسكرى آخر يجلس على دكة، وبجانبه يتدلى أحد الكلبشات. العكسرى يشد مقبض الكلبش كما لو أنه يشد مقبض «سيفون». صندوق الانتخابات يتحول إلى «تواليت إفرنجى» يشفط كل أوراق الانتخابات الظلام يخيم على المكان، نسمعه وقع صفعة على القفا مع ضحكات ساخرة.. فيلم حاد، منطلق الخيال، محكم التنفيذ.

غير صحيح ما يقال عن ضآلة ثقافة نقاد السينما الجدد، ودليلى على هذا تلك المجلة الشديدة الثراء، التى أصدرها طلبة كلية الإعلام بجامعة القاهرة، بعنوان «سينيراما»، تقع فى «114» صفحة من القطع الكبير، تتسم بتنوع مادتها، وعمقها، واتساع أفقها. مقالات وتعليقات وحوارات قام بها شباب ستلمع أسماؤهم: أريج جمال، إسراء سيد، إيمان على، وآخريات آخرون.. إنها مجلة مبهجة، جادة وأنيقة، تمنحنا أملا له ما يبرره، فى مصر الغد.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات