التليفزيون.. منقذاً - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 9:38 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التليفزيون.. منقذاً

نشر فى : الجمعة 7 أغسطس 2009 - 8:56 م | آخر تحديث : الجمعة 7 أغسطس 2009 - 8:56 م

 ثلاثة أفلام على الأقل انتشلها التليفزيون من عتمة النسيان بل أنقذها من مظالم فادحة وقعت عليها، أعاد لها الاعتبار وأصبحت فاكهة أى قناة تملك حتى عرضها، الأفلام هى: «شمشون ولبلب» لسيف الدين شوكت 1952، «الآنسة حنفى» 1954، «بين السما والأرض» لصلاح أبوسيف.

الفيلم الأول كان ضحية الرقابة، وفى الصفحات المهمة، المؤلمة، التى كتبها الباحث المدقق، محمود على، فى كتابه «مائة عام من الرقابة على السينما المصرية»، نقرأ عدة تقارير مرتجفة، كتبها رقباء خائفون من نوع «أنه يسىء كل الإساءة إلى مصر فى نهضتها التقدمية لذا نرى منع هذا الفيلم من العرض فى أى دار من دور العرض»، وفعلا، صودر الفيلم بعد عرضه، ولكنه عرض ثم منع، وهكذا إلى أن دخل دوائر الإهمال، وفى عام 1991 تسلل إلى الشاشة الصغيرة بعنوان «عنتر ولبلب»، واكتشف الجمهور أنه كوميديا ذات نزعة وطنية صادقة، كتبه أحد المبدعين الكبار فى حياتنا، هو بديع خيرى، وأعاد النقاد تثمين العمل الذى اعتبر من كلاسيكيات السينما المصرية.

لم يكن «الآنسة حنفى» ذبيح الرقابة، ولكن ضحية نظرة الاستخفاف الخاطئة تجاه إسماعيل ياسين، والتى سادت بين النقاد والصحفيين لفترة ليست قصيرة، وجاء عرض «الآنسة حنفى» المفاجئ فى برنامج «ذاكرة السينما»، الذى أعده على أبوشادى وقدمته سلمى الشماع بمثابة اعتذار للفنان إسماعيل ياسين فيلمه المتمتع بإبداع كوميدى فضلا عن نظرة متقدمة لقضية حقوق المرأة.

البرنامج الذى ضم عددا لا يستهان به من كتاب ومخرجين، مثل سعد الدين وهبة ويسرى نصرالله، بيّن بوضوح، بعد أربعة عقود من عرضه، أحقيته فى التقدير والبقاء، وبعد عرضه فى التليفزيون، أصبح لـ«الآنسة حنفى» جمهور ضخم.

 
أما «بين السما والأرض» فإن مخرجه صلاح أبوسيف ظل طوال عمره يذكر، بانزعاج، كيف كان ضيق المشاهدين من الفيلم، حتى إن أحد المتفرجين، بعد عرض ثلث الفيلم، غادر الصالة غاضبا، شاتما صناع الفيلم ومخرجه، مما جعل صلاح أبوسيف يهيم على وجهه فى شوارع القاهرة، وقد تملكه الإحساس بأنه ارتكب حماقة فادحة، وبعد سنوات قليلة، حين عرض الفيلم على الشاشة الصغيرة، أدرك الجمهور ما ينطوى عليه العمل من ابتكار: مجموعة بشرية يتوقف بها المصعد بين دورين فى عمارة، فماذا يحدث؟ وكم كانت سعادة صلاح أبوسيف بالانصاف الذى تحقق لـ«بين السما والأرض» بسبب التليفزيون.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات