آرثر ميللر.. فى قريتنا - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 9:07 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

آرثر ميللر.. فى قريتنا

نشر فى : الثلاثاء 7 أبريل 2009 - 9:12 م | آخر تحديث : الثلاثاء 7 أبريل 2009 - 9:12 م

 جوهريا، تتطابق الملامح المطموسة لما حدث فى قرية «الشورانية» مع ما جرى فى قرية «البوتقة» أو «ساحرات سالم»، المسرحية التى كتبها آرثر ميللر عام 1953، إبان أجواء الهيستيريا التى نشرتها محاكمات «النشاط المعادى لأمريكا» المعروفة بـ«المكارثية»، وقد تحولت المسرحية إلى فيلمين، أحدهما أخرجه الفرنسى ريموند رولو عن سيناريو لجان بول سارتر، والثانى حققه نيكولاس هينز عن سيناريو كتبه آرثر ميللر بنفسه.

فى «البوتقة» يعود آرثر ميللر إلى وقائع حقيقية عاشتها إحدى قرى أمريكا فى أواخر القرن السابع عشر، حيث ينتشر الفقر والتخلف والجهل، سكانها طيبون، مسالمون، ولكنهم يتحولون، شيئا فشيئا، إلى جوارح تتهيأ إلى التنكيل بمن يشاع عنهم أنهم يمارسون السحر، وعلى الرغم من إدراك البعض لمدى الغبن الواقع على المتهمين، فإن السلبية والخوف وانعدام حس المسئولية، آفات تمنعهم من الوقوف ضد حرق بيوت «السحرة» المزعومين، بل يشاهدون، بعيون بليدة، جرجرة جيرانهم فى أزقة القرية، واقتياد عدد منهم إلى حبال المشانق.

فى هذه الأجواء الكابوسية، يطالعنا أصحاب الضمائر الميتة، فها هو الإقطاعى «بيتنام» يوعز لابنته بأن تتهم جاره، بممارسة السحر كى تصادر أملاكه، ويتولى هو شراء أرض المغدور به، آرثر ميللر، ينبهنا إلى خطوة دور أصحاب المصالح فى مثل هذه الفتن، والأهم أن التعبيرات المستخدمة بهدف تأجيج الكراهية، هى ذاتها التى تستخدم فى مثل تلك الأيام الحبلى بالشر، فعندما يرى أحد مشعلى النيران تخاذلا من سكان القرية بسبب بداية شعورهم بالذنب وبالتالى الندم، يهتف فيهم، ناعتا الضحايا بـ«أعداء الرب» و«أعداء الكنيسة» ويعلن «لن يعيش بيننا من لا يكون على ديننا».. هل يتحدث آرثر ميللر عن قريتنا التعيسة؟

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات