لندن تسقط - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 6:27 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لندن تسقط

نشر فى : الإثنين 7 مارس 2016 - 10:05 م | آخر تحديث : الإثنين 7 مارس 2016 - 10:05 م
ينتمى هذا الفيلم لسينما الكوارث التى تزدهر غالبا فى فترات القلق أو الذعر، تهدف إلى تحقيق درجة ما من الراحة بعد إثارة الخوف.. استوديوهات هوليود، جسدت الخطر فى عدة أشكال: مخلوقات غامضة، شريرة، قوية، كغزاة من كواكب أخرى، أو كأنواع من حيوانات أو حشرات شرسة، عملاقة، مثل «جودزيلا» أو «كينج كونج» أو «العناكب الضخمة».. هذه النوعية من الأعمال، تستخدم سياسيا لتدعيم الفكرة القائلة إن أمريكا هى منقذة العالم، لأنها، الأوسع علما والأشد بأسا، والأقدر على مواجهة الزلازل والبراكين والفيضانات.. فى الكثير من هذه الأفلام، يصفى «العم سام» حسابه مع أعدائه وخصومه، مثل «دكتور نو»، المنتمى للجنس الأصغر، صينى أو كورى، يرغب فى تدمير العالم، يكاد يحقق هدفه، لولا تدخل الولايات المتحدة الأمريكية، ومن يدور فى فلكها.

«لندن تسقط» يستبدل المخاطر سالفة الذكر بالإرهاب العنيف القادم من الشرق الأوسط، خاصة البلاد العربية، وبالأخص اليمن.. مع ظهور العناوين، تتقاطع لقطات أرشيفية لتفجيرات فى العديد من المدن، بما فى ذلك، طبعا، انهيار بجرى نيويورك.

يبدأ الفيلم بداية هادئة، ترقرق بموقف إنسانى حميم: زوجة الحارس الشخصى للرئيس الأمريكى حامل، تتأمل حجرة الوليد القادم، تطلب من زوجها تقليل عدد كاميرات المراقبة.. زوجها الحنون، بأداء «جيرار باتلر»، يحتضنها، تغمرهما السعادة، لكن علامات الضيق تزحف لوجهها، حين تعلم أن الرجل سيسافر إلى لندن، مع الرئيس، بأداء «آروين إيكهارت»، لتقديم واجب العزاء فى رئيس إنجلترا، الذى توفى فى ظروف غامضة.

فى لندن، تجرى الاستعدادات الدقيقة للجنازة التى ستضم عشرات الرؤساء والوفود. أرتال من قوات الأمن، حواجز فى كل مكان، قناصة فوق البنايات، سيارات شرطة وعجلات بخارية، حشود تقف على الأرصفة.. النظام المحكم، الصارم، هو سيد الموقف.

فجأة، ينقلب كل شىء إلى فوضى عارمة، انفجارات هائلة، مدمرة، تنسف الجسور والمبانى، إطلاق رصاص كثيف من عساكر المفترض أنهم من الشرطة البريطانية، نكتشف أنهم عملاء للإرهابى، زائع الصيت «برقاوى» ــ تأمل اسمه ــ القرب من «زرقاوى»، والذى يوحى أنه من إقليم «برقة» الليبى.
«برقاوى»، يجسده الممثل الإسرائيلى «آلون أبوطبول»، هادىء، وحشى الطباع، يتعامل مع تجار الأسلحة الكيماوية أينما وجدوا.. يساعده شخص آخر، لا يقل عنه دموية، اسمه «كاميرون»، بأداء الفلسطينى «وليد زعيتر».

طوال أكثر من ساعة، تندلع معارك ومطاردات، لا يمكن أن تعرف من ضد من، فمعظم المتصارعين يرتدون زى الشرطة، يحملون ذات الأسلحة، يطاردون بعضهم بعضا، يستخدمون عربات الدفع الرباعى المصفحة، على طريقة الخيول فى أفلام «الكاوبوى» أو الغرب الأمريكى، فالعربة، كما الحصان، تعدو، بين الحين والحين، يتخلى الفيلم عن أسلوب السلخانة الممل، ليقدم فى عجالة، طرفا مما يدور فى مراكز صنع القرار فى واشنطن، حيث يتولى نائب الرئيس الحائر «مورجان فريمان»، الذى تصله مكالمة تخطره أن إعدام الرئيس ستتم علنا فى غضون عدة ساعات، وسينقلها التلفاز.. وفى لندن، تعقد أجهزة الأمن اجتماعا تلو الآخر، ويغدو الارتباك، الآن، هو سيد الموقف.

طائرات مروحية تدخل المعمعة، ينفجر بعضا جوا، وعلى الأرض تتناثر الجثث، ومنها جثمان المستشارة الألمانية، يتم الظفر بالرئيس الأمريكى، المتماسك، المتصبب عرقا، ويحاول حارسه الشجاع، إنقاذه المرة تلو الأخرى، لكن ها هو «كاميران»، يشحذ سيفا، عريض النصل، كى يفصل رأس الرئيس عن جسده.. لقد اقتربت الساعة.

لكن، كالعادة، يأتى الإنقاذ فى اللحظة الأخيرة، فإحدى الفرق الأمريكية الخاصة، تقتحم المكان، لتردى «كاميران» قتيلا، ثم، فى وكره باليمن، يلقى «برقاوى» حتفه، بصاروخ، عرف الطريق له، عن طريق المحمول.

المفروض أن «سقوط لندن» بمثابة الجزء الثانى من «سقوط البيت الأبيض» أو «سقوط أو ليمبوس»، الذى أخرجه الأمريكى أنطوان فواكوا ٢٠١٣، ويدور حول استيلاء مجموعة إرهابية على البيت الأبيض، واتخاذ الرئيس رهينة.. وعندما عرض السيناريو على «فوكوا» إنزعة من تهافته ورفضه تماما، ليؤول إلى المخرج الإيرانى الأصل، باباك النجيفى، الذى حقق عملا مسطحا، مملا وسخيفا، ينتهى نهاية تقليدية: حارس الرئيس يهدهد وليده.
كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات