الكبير.. صغيرا - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 6:02 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الكبير.. صغيرا

نشر فى : السبت 5 سبتمبر 2009 - 10:21 ص | آخر تحديث : السبت 5 سبتمبر 2009 - 10:21 ص

 أحد أبطال وليم شكسبير تلفّت حوله باحثا عن وجه مميز، ولمّـا لم يجد سوى وجوه متشابهة، بلا ملامح، قال «إنى أرى كثرا، ولكن لا أحد» وأظن أن المرء فى رمضان، حين يقلب قنوات التليفزيون، بحثا عن مادة مختلفة، فإنه بالضرورة سيعلق تعليقا موازيا لما قاله بطل شكسبير، وإما سيغلق جهاز التليفزيون أو سيتابع أى قناة، على مضض، وربما بدرجة عالية من الإحباط، ذلك أن الأيام السابقة على بداية الشهر الفضيل، والأيام الأولى له، شهدت حملات إعلانية واسعة ومكثفة، فى الشوارع، وعلى جانبى الكبارى، وفى الصحف والمجلات، لحساب عشرات القنوات، تروج لما ستقدمه «حصريا»، وتزعم كل قناة أنها ستقدم مسلسلا، لا يمكن متابعته إلا على شاشتها.

قد يكون مفهوما، وليس مبررا تماما، أن تلجأ القنوات الخاصة لهذا النوع من «البروبجندا» أملا فى جذب العدد الأكبر من المشاهدين، والحصول على أكبر كمية من الإعلانات، ولكن بدلا من أن يتخذ تليفزيوننا الرسمى موقفا عاقلا ومحترما وحكيما، دخل لعبة الصغار منافسا، ومزاحما، وبذات أسلوب القنوات الخاصة الفج، انهمرت إعلاناته، وردا على مزاعم العروض الحصرية، تعمد أن يكتب، باللغة العامية «مفيش حاجة حصرى، كله على التليفزيون المصرى»، واندلعت خناقة «ردح»، فكتبت قناة «لا فى حاجة حصرى على تليفزيون الحياة المصرى»، وظهر فى إعلان عن إحدى القنوات عبارة «رمضان عندنا أحلى»، وبجرأة تبلغ حد التهور، كتبت قناة «القاهرة والناس» «أجرأ قناة فى رمضان»، وذكرت أخرى «ألمع النجوم وأقوى المسلسلات» مع صورة «كولاج» لنجوم عدد كبير من المسلسلات.

توالت أيام رمضان، وتوالت المسلسلات، وسريعا، تكتشف أن المسلسل الواحد يعرض فى عدد لا يستهان به من القنوات، وأكثر من مرة فى اليوم الواحد، الأمر الذى يصيب المتابع بالملل، لكن هذا الملل يتحول إلى ضجر حين تفشل فى متابعة أى مسلسل فى أى قناة، ذلك أن وابل الإعلانات ينطلق من الشاشة بمعدل خمس دقائق كل سبع دقائق، وهى إعلانات موحدة، تنتقل مع المسلسل من قناة لأخرى، وهنا تتجلى مشكلة تليفزيوننا المصرى، الذى من المفترض أن يكون كبيرا، فإذا كانت القنوات الخاصة، جوهريا، صغيرة، تهدف للربح ببيع «زمنها»، ولو بهدر مزاج المتابعين، فلماذا يترنح الكبير على «دربكة» الصغار؟!.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات