مصر فى «أبوظبى» - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 6:34 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مصر فى «أبوظبى»

نشر فى : الثلاثاء 5 نوفمبر 2013 - 6:00 م | آخر تحديث : الثلاثاء 5 نوفمبر 2013 - 6:00 م

باختصارالحضور المصرى، البشرى، فى مهرجان السينما، جاء أكبر وأوسع من الحضور الفنى، الأمر الذى يعنى جوهريا، غلبة الثقافة على الإبداع. صحفيون ونقاد عددهم يقترب من العشرين، تراهم فى صالات العرض يتابعون بدأب ويقظة ما تقدمه الشاشات من إنتاج دول العالم يتنافسون مع بعضهم بعضا، ومع صناع وضيوف المهرجان فى الأروقة والندوات وتنعكس ثمار اللقاءات على صفحات جرائدنا ومجلاتنا، على نحو يؤكد بوضوح خبرة ودراية الراسخين من نقادنا والآمال التى تنهض عن جدارة بأجيال جديدة واعية ومتفهمة سيكون لها شأن مرموق فى المتسقبل وتحمل ازدهارا مستمرا للثقافة المصرية.

على النقيض بدا الإبداع المصرى شاحبا كما وكيفا، ذهبنا إلى «أبوظبى» بثلاثة أفلام جديدة فضلا عن عملين جميلين من الماضى القريب: «الصعاليك» لداوود عبدالسيد 1985و«عرق البلح» لرضوان الكاشف 1999 بينما قدمت تونس ستة أفلام والعراق خمسة وقطر سبعة وهذه الأرقام تتضاءل إذا ما قورنت بعدد الأفلام البريطانية التى وصلت إلى عشرة أو الأمريكية التى تجاوزت ضعف البريطانية.

تحاشينا الدخول فى مسابقة الأفلام القصيرة سواء الروائية أو الوثائقية وهى مسألة تثير الاستغراب والاستنكار وتدفع المتابع إلى استجواب الجهات المسئولة عن انتاج هذه النوعية من الأفلام سواء الحكومية مثل المركز القومى للسينما أو الأهلية مثل جمعيات الهواة وما أكثرها.. بعيدا عما تجنبناه دخلنا مضمار ثلاث مسابقات: «الأفلام الروائية الطويلة» بفيلم «فرش وغطا» من إخراج الموهوب أحمد عبدالله صاحب «هليوبوليس» و«ميكروفون»، وفى مسابقة آفاق جديدة المكرسة للأفلام الأولى راهنا على «فيللا 69» لأيتن أمين.. وفى مجال الأفلام الوثائقية الطويلة، تمثل حضورنا بـ«القيادة فى القاهرة» لشريف القشطة.

خرجنا من المولد بلا حمص، أو على الأكثر بكيس صغير من المقرمشات خاصة إذا وضعنا فى الاعتبار ثلاثة أمور: ضخامة الجوائز الأولى فى كل مجال والتى تصل إلى مائة ألف دولار، فضلا عن جوائز باسم لجان التحكيم الخاصة.. بالإضافة لتنوع وتعدد الجوائز، خصص المهرجان بسخاء جوائز أخرى للأفلام العربية داخل كل مجال مما يتيح للأفلام العربية فرصة أكبر للحصول على كيس نقود.. وإذا أضفنا إلى ما سبق قلة عدد الأفلام العربية سيبدو لنا أن أمامنا شكليا العديد من الفرص الثمينة لكن موضوعيا لم يكن الأمر كذلك.. أحمد عبدالله، خذلنا هذه المرة بفيلمه «فرش وغطا»، فهو عسير على المشاهدة، ثلثه الأول يغرق فى الظلام بصعوبة، تصلك معلومات مشوشة عن فتح السجون وثمة سجين هارب يصاب بطلق نارى يعطى لزميله خطابا كى يوصله إلى أهله قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة .. ، بأداء باهت من آسر ياسين، يبحث عن أسرة القتيل ولأنه هارب بلا إرادة يتمنى مجرد «فرش وغطا». يتنقل من مكان لآخر، وبدلا من أن يعبر الفيلم عن الفوضى، يتحول هو إلى نوع من الفوضى، وينتهى بمذبحة المقطم الشهيرة، حين هاجم البلطجية بوحشية، بيوت جامعى القمامة.. بلا تجنٍ، خرج «فرش وغطا» من التسابق فى صمت. لكن الحظ كان حليفا لـ«فيللا 69».. صحيح أنه لم يفز بجائزة كبرى على غيره من التجارب الأولى عالميا ولكن انتزع جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل فيلم عربى، علما بأن عدد الأفلام العربية فى هذا المضمار عددها أربعة بالتمام والكمال.. جدير بالذكر أن جائزة أفضل فيلم عربى ذهبت عن جدارة للفيلم العراقى «قبل سقوط الثلج» الذى حققه الواعد هشام زمان.

بعيدا عن التسابق العام للأفلام الوثائقية الطويلة دخلنا فى التسابق مع الأفلام العربية، وعددها أربعة فقط، بما فى ذلك «القيادة فى القاهرة» الذى حصل على الجائزة التى تصل قيمتها إلى خمسين ألف دولار، لعل مخرجه المتمكن شريف القشطة يحقق بالنقود فيلمه التالى.. جاء فى معرض التنويه بـ«القيادة..» «أنه استطاع أن يقبض على مجتمع كامل من خلال عدسة المرور فى عاصمته.. هذا الفيم ملىء بالفكاهة والانسانية ويعكس مجتمعا فوضويا فى مرحلة تحول».

هكذا لم نأخذ أكثر أو أقل من حقنا فى «أبوظبى» فعلينا أن نعمل ونبدع أكثر كى يتسع مكاننا الضيق، المتواضع، على خارطة السينما.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات