فى الواقع - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 4:57 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى الواقع

نشر فى : الثلاثاء 4 أغسطس 2009 - 8:05 م | آخر تحديث : الثلاثاء 4 أغسطس 2009 - 8:05 م

 اكتظت القاعة بالمشاهدين، لم يكن هناك مقعد واحد خال، بل امتلأت الممرات بالواقفين، وبرغم الهواء البارد الصادر من أجهزة التكييف التى تم تركيبها حديثا بمناسبة المهرجان، فإن العرق تصبب من الجميع، كان الزحام خارج دار العرض شديدا، أعداد من فشلوا فى الدخول أضعاف من تمكنوا، بمشقة، من إزاحة حواجز الأمن واقتحام الأبواب وصولا إلى حيث يعرض «دكان شحاتة»، وبعيدا عن البحث حول أسباب إصرار جمهور «وهران» على مشاهدة هذا الفيلم بالتحديد، يمكن القول بإنه لم يحظ أى فيلم آخر عرض فى المهرجان بمثل ذلك الإقبال.

توقعت انصراف الجمهور عقب مشاهدة الفيلم، لكن المتفرجين لم يغادروا مقاعدهم، وحتى الواقفين ظلوا على ثباتهم، وبدأت الندوة، وفورا، على الطريقة الجزائرية الساخنة، اندلعت مناقشات حامية، تكاد تكون مشروع صدام وعراك، توالى هجوم البعض على المشاهد الجنسية فى الفيلم، وبلا تردد، لجأ خالد يوسف، المدرب جيدا، إلى استراتيجية إفحام منتقديه وإسكاتهم باتباع تكتيك الهجوم المضاد، سخر من الذين تركوا كل القضايا التى يطرحها الفيلم وركزوا على ما يهمهم فقط، واتهم المنزعجين من تلك المشاهد بالرياء، وأنهم ينددون علنا بما ينخرطون فيه سرا، الطريف أن الجمهور أخذ يصفق بحماس واقتناع بما يقوله خالد يوسف، وبدا كما لو أن المنازعات حسمت لمصلحة صاحب «دكان شحاتة».

قبل انتهاء الندوة، حدثت واقعة ربما أغرب من مفاجآت الأفلام: بإصرار لا يلين طلبت امرأة فى الأربعينيات أن تتكلم، ران الصمت على القاعة حين قالت، بصوت يقينى، أن «الله» ــ سبحانه وتعالى ــ كلفها شخصيا، بتوصيل رسالة خاصة للمخرج خالد يوسف، وبخطوات حاسمة توجهت ناحية الشاشة حيث يقف خالد يوسف بين بطليه عمرو سعد ومحمد كريم، وعلى نحو مريب وضعت المرأة الغامضة كفها داخل حقيبتها وباغتت الجميع بطلب إغلاق كاميرات التليفزيون، إحمر وجه خالد يوسف وتحفز منتبها لخطورة الموقف، وجد نجاته فى أن يستمر التسجيل، صوتا وصورة، رفض غلق الكاميرات، وما هى إلا لحظة سارع فيها أكثر من رجل بالإمساك بالمرأة والخروج بها من القاعة، من الواضح أنهم من رجال الأمن المنتشرين بين الجمهور، لكن ما لم نعرفه وما لن نعرفه هو ما الذى كانت تريده تلك المرأة الغريبة.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات